15 سبتمبر 2025

تسجيل

يا صاحب السمو .. ما قصرت

10 نوفمبر 2013

نعم لقد كنت خير خلف لخير سلف، الذي مازال يقف مع سموكم الكريم مسانداً وأباً رؤوفاً لك ولجميع الشعب القطري، لقد وفيت وكفيت في كلمتك في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني والأربعين لمجلس الشورى، وقدمت شارحاً ما فيه صالح المواطن والمجتمع ولم تنس إخوانك العرب، فعرجت على الحديث معهم ووعدت بأن قطر ستظل واقفة مع الحق في الأزمة السورية ولن تتخلى عن الشعب السوري الشقيق الذي يدافع عن كرامته وعزته ووجوده على أرضه، مع تأكيدك على أن القضية الفلسطينية رغم ما يجري من أحداث في العالم العربي ستظل محور اهتمام سياسة قطر العربية والخارجية التي تقوم دائماً على أساس التعايش السلمي والتعاون مع كافة الدول والشعوب وتعزيز المصالح المشتركة حرصاً على واقع وجودنا في الخليج وانتمائنا العربي والإسلامي ومحاولة إزالة التعنت الإسرائيلي في بناء المستعمرات، ووجهت اللوم للتقصير العربي بحق القضايا العربية، وخاصة فلسطين والانقسام الفلسطيني الذي أضعف الموقف وأفسح المجال لإسرائيل لتصعيد سياستها العدوانية. لقد كانت كلمتك للمواطن القطري نابعة من قلب صادق يحب الوطن والشعب، بينت فيها ازدهار اقتصاد بلادنا وارتفاع مؤشراتها في مجال التنمية البشرية والأسباب التي أدت إلى أن نكون قد حققنا أكبر مؤشر للتنمية البشرية بين دول الخليج العربية في تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. لقد قدمت نصيحة غالية نأمل أن يدركها كل الشعب القطري، وهي التعامل مع ثرواتنا واقتصادنا بمسؤولية وخاصة في الوقت الحاضر وأهمية تنشئته أن يكون إنساناً منتجاً لا مستهلكاً، بالإضافة إلى نكون على قدر المسؤولية الاجتماعية وعدم الانزلاق إلى التبذير غير المسؤول وهي من مكونات الشخصية التي نريدها للإنسان، ولم تغفل أهمية الاهتمام بالعمل وقيمه الأصلية، حيث إننا قد عرفنا كقطريين بحسن الأخلاق والكرم والتواضع ونصرة المظلوم ومعاملة الآخرين باحترام وأهمية أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب من الجهات المسؤولة إذا ما كان هناك تقصير أو سوء إدارة فساد الاهتمام بمعايير العمل وعدم الاستخفاف بها مع تأكيد سموك الكريم على أن الإنسان القطري هو أهم ركائز التنمية البشرية من خلال توفير أفضل تعليم وصحة بدنية ونفسية مع المحافظة على هويته ولغته العربية. وصدقت عندما قلت: إن العبرة في النتائج، ومعيار النجاح في مجال الصحة والتعليم والثقافة والرياضة، ليس بحجم الاستثمار بل في الإخلاص فيه والمخرجات والنتائج في تلك المجالات على المواطن والمجتمع. نعم "لا فض فوك" عندما تحدثت عن ضرورة الاهتمام بالقطاع الخاص في التنمية كونه شريكاً مهماً، سواء في تنويع مصادر الدخل أو توسيع قاعدة الإنتاج مع أهمية دعمه وتمكينه من القيام بدوره وتذليل المصاعب أمامه وكسر الاحتكار من أجل أن تظل قطر في الموقع المتقدم كأفضل دولة قادرة على المنافسة في الشرق الأوسط وأفضل اقتصاداً على مستوى العالم، وهذا ما تحقق – كما ذكرت – بفضل الرؤية والجرأة عند سمو الأمير الوالد للاستثمار البعيد المدى في ثرواتنا ولابد من المحافظة عليها. أدامكم الله تعالى وسمو الأمير الوالد سنداً وذخراً لقطر وشعبها وحماكم وحماها من كل شر وحسد لتظل قطر دائماً مرفوعة الرأس بفضل الله تعالى وجهودكم المتواصلة لخدمة هذا الوطن.