13 سبتمبر 2025
تسجيلالأسد لم يتعلم من أخطاء القذافي والجامعة مطالبة باتخاذ إجراءات أقوى ضده لقد دعت قطر إلى عقد اجتماع طارئ آخر لأعضاء جامعة الدول العربية يوم السبت وذلك بسبب استمرار الأزمة في سوريا وفشلها في تنفيذ خطة السلام المتفق عليها مؤخرا. كما بعث المجلس الوطني السوري رسالة إلى الجامعة يوم الثلاثاء لحثها على "اتخاذ موقف قوي وفعال ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للوضع في سوريا". لقد أشرت في مقالتي السابقة إلى مؤشرات كثيرة على أن خطة السلام التي وضعتها جامعة الدول العربية لسورية خلال اجتماعها في الدوحة الشهر الماضي سوف تفشل. أول هذه المؤشرات: أن الخطة لم تكن قد بدأت بداية جيدة بأن سورية رفضت إجراء محادثات في الدوحة أو في أي مكان خارج سورية نفسها. وإشارة أخرى أن الوفد السوري الذي جاء إلى قطر لإجراء محادثات غادر البلاد دون إعطاء الجواب النهائي على اقتراح الجامعة. وقد وافق أخيرا على خطة السلام التي اقترحتها جامعة الدول العربية بعد مضي بضعة أيام. وأخيرا أن النظام السوري لا يخطط للتخلي عن السلطة وذلك من خلال الطريقة في الإعلان عن الإصلاحات التي لم ينفذ منها النظام السوري أي شيء بعد. وأن الرئيس السوري بشار الأسد لم يذكر ولو مرة واحدة أنه لن يستمر كرئيس على غرار ما فعله زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر ومؤخراً الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عندما وعدوا بالتخلي عن مناصبهم عند تكثيف الاحتجاجات ضدهم في بلادهم. وهذا يعني أن الأسد ونظامه لا يزالان حريصين على مواصلة التمسك بالسلطة. ووفقا (لرفينا شمدساني) المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فإن أكثر من 60 شخصا قد لقوا مصرعهم على أيدي قوات الأمن السورية منذ وقعت سورية على خطة السلام التي كانت ترعاها الجامعة العربية. ومع ذلك، فإن الأمم المتحدة تعترف بأن هذا التقدير هو عليه شيء من التحفظ. وبذلك يرتفع عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات السورية في مارس إلى 3500. وأن هؤلاء الناس الذين لقوا مصرعهم خلال هذه الفترة، وحتى أولئك الذين قتلوا قبل توقيع خطة السلام هم مسؤولية الجامعة العربية، التي كانت حتى الآن لا تستطيع اتخاذ إجراءات أقوى ضد نظام الأسد. علماً بأن نتائج الاجتماع يوم السبت المقبل لا تزال مجهولة ولكن نأمل من الجامعة أن لا تعطي فرصة أكثر لنظام الأسد، لأن هذا يعني أن المزيد من السوريين سيموتون. وليس الشعب السوري فقط ولكن الأمة العربية كلها تطلب من جامعة الدول العربية اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد النظام السوري. وهي: أولا: ينبغي أن يعلقوا عضوية سورية في جامعة الدول العربية على غرار ما حدث في ليبيا عندما شن القذافي حملة عنيفة ضد المحتجين. ثانيا: يتعين على جامعة الدول العربية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الحقيقي للشعب السوري وكذلك فرض "منطقة حظر الطيران" على غرار ما فعلوا لنظام القذافي في ليبيا. ثالثا: ينبغي أن يواصلوا الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية وإرغامه على فرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا من أجل إضعاف الدعم الذي أعطاه رجال الأعمال السوريون في دمشق وحلب لنظام الأسد. خاصة أن هذا وقت مناسب لفرض عقوبات في الوقود والنفط خصوصا مع قدوم فصل الشتاء. وهذه القيود الاقتصادية سوف تجبر رجال الأعمال على التفكير في ولائهم للنظام وإقناعهم بدعم الاحتجاجات السورية. رابعا: مع ازدياد القمع وانتهاك حقوق الإنسان واستخدام القتل والتعذيب لابد من تحويل الملف السوري (ملف انتهاك حقوق الإنسان والقتل العمد) إلى محكمة الجنايات الدولية. وأخيرا: يجب على جامعة الدول العربية خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي المحاولة للتأثير على روسيا والصين بعدم دعم نظام الأسد خصوصا أن الفوائد التي سوف يحصلون عليها تفوق بكثير وقوفهم بجانب النظام السوري. ويجب على جامعة الدول العربية أيضا ألا تكون قلقة من دعم إيران لسوريا لأنه كما رأينا في التقارير الأخيرة أن لهجة إيران أخذت في التغير وتقديم المشورة والنصح للأسد لتنفيذ الإصلاحات في البلاد. كما أن إيران لديها مشاكلها الخاصة بها خصوصا مع التقارير الأخيرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأنها تقوم بتطوير برنامج السلاح النووي وإسرائيل تشير إلى هجوم وقائي ضدها. وإيران هي أيضا أكثر قلقاً بشأن العراق منذ إعلان الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية من العراق قريبا. ومع كل هذه التطورات الجديدة التي تحدث الآن فإن إيران لن تتدخل في الوضع السوري ربما فقط لإعطاء المشورة والنصح لأنها مشغولة بالتعامل مع مشاكلها خصوصا أنها تواجه مثل هذا المفترق الحاسم. ولذلك على جامعة الدول العربية اتخاذ إجراءات أقوى ضد نظام الأسد. حيث إنهم أعطوا بالفعل الأسد الفرصة لإجراء إصلاحات في بلاده. ومع ذلك، ما زالت عمليات القتل اليومية تتواصل في الشعب السوري، بمن فيهم الأطفال الأبرياء وحتى خلال عيد الأضحى المبارك، ويبدو أن النظام غير جاد في تنفيذ الإصلاحات ووعوده لا تزال مكتوبة على الورق فقط. وينبغي على نظام الأسد أن يتعلم من أخطاء القذافي في ليبيا. وينبغي أن تكون وفاة القذافي بداية الحياة الجديدة للأسد بحيث أنه لن يخوض في نفس المخاطر والأخطاء التي فعلها القذافي. وبوصف قطر عضوا في جامعة الدول العربية ورئيس الدورة الحالية للجامعة العربية ينبغي منها أخذ زمام المبادرة وبذل المزيد من الجهد للمساعدة في تخفيف معاناة الشعب السوري. فإن جوهر القومية العربية هو الوقوف مع الشعب العربي عن طريق مساعدتها في أوقات الصراعات والاضطرابات. رئيس تحرير جريدة البننسولا [email protected]