التجارب...ودورها في الحياة

لا شك بأن الحياة کلها تجارب شتی... سواء سعيدة أم حزينة، المرة أو الحلوة، للأمم والافراد، بل للبشرية جمعاء، وهي کل ما نمر به  وأعتدنا عليه  في ماضينا أو الحاضر والمستقبل.. لذا نرى يصعب اخراج التجارب من التکامل البنيوي لشخصية الانسان وأفعاله. ولأهمية  التجارب وفوائدها الكثيرة نلقي الضوء علی بعض الزوايا الخفية لهذه الحقيقة المهمة والحيوية في حياتنا..وفي وقتنا الحاضر تمر قطر بتجربة كبيرة مع بعض حکام السوء في المنطقة بفرضهم حصارا جائرا علی بني جلدتهم، مع العلم بأن أكثر المواطنين في تلك الدول يتعاطفون مع اخوانهم في قطر!   لكن علينا ألا ننسی بأن التجربة هي سنة الحياة، ولا تخلو الحياة من التجارب أبدا. كما  قال الله عزوجل في كتابه الحكيم اشارة منه الی تعريف الحياة ومقاصدها: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا  وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) وليمحص الله الخبيث من الطيب:  کما قال الله تعالی في محکم کتابه: (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ). (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُون اللَّه وَلَا رَسُوله وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَة). قال أبو جعفر: معنی قوله تعالی: " وليمحِّصَ الله الذين آمنوا " أي وليختبرَ الله الذين صدَّقوا الله ورسوله، فيبتليهم بإدالة المشركين منهم، حتى يتبين المؤمن، المخلصَ الصحيحَ الإيمان، من المنافق.  ومن ذلك الاتعاظ من التجربة: فالتجربة أحسن معلم للانسان، يقول (جوزيف أديسون): إذا أردت أن تنجح في حياتك فاجعل المثابرة صديقك الحميم والتجربة مستشارك الحكيم والحذر أخاك الأكبر والرجاء عبقريتك الحارسة. أو کما قال المثل الايطالي: "من يسقط عن الحصان يقل للحمار مهلا أريد النزول".  ويقول ابن باز رحمە الله في شرح الحديث "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين": -  " ينبغي للمؤمن أن يأخذ حذره إذا لدغ من جحر من إنسان يأخذ حذره، إذا كان زيد خدعه مرة فليحذره حتى لا يخدعه مرة أخرى، وإذا كان عمرو ظلمه في المعاملة فليحذر أن يخدعه في معاملة أخرى وهكذا، يعني: ينبغي له توقي الشر ممن خدعه أولًا أو أضره أولاً" ولا ننسى الاشارة إلى معرفة الصديق والعدو من خلالها: فالتجربة أحسن برهان لمعرفة الناس بأنفسهم وبغيرهم خاصة أوقات الشدة والمحنة، يقول ( البرت أينشتاين):  المعرفة ليست المعلومات فقط، فمصدر المعرفة الوحيد هي التجربة والخبرة. وأيضا تقوية الانسان وتعليمه الابتکار: أخيرا وليس آخرا أن التجارب العديدة تجعل الانسان  يتعلم أكثر ويعتمد علی نفسه ويغير طريقة تفكيره نحو التفكر بالابداع والاختراعات، ولذا جاء في الأثر: أسأل المجرب قبل الحكيم. لأنه سيکون معلما لغيره كذلك.