11 سبتمبر 2025

تسجيل

الهندسة الثقافية في عالمنا العربي

10 سبتمبر 2015

عندما كنت أبحث عن مصطلح "الهندسة الثقافية" في الوطن العربي، كجزء من دراستي في مجال الإدارة الثقافية، لم أجد معلومة أو تعريفاً لهذا العِلم، كما لم أجد أي تطبيق عملي له في المؤسسات أو الهيئات أو المنظمات الحكومية العربية، مع وجود عدد بسيط لا يتعدى أصابع اليد الواحدة متخصص في هذا المجال. في حين نرى تطبيقاً فعلياً لهذا العِلم في كل من إسرائيل وإيران، حيث لدى كل من هاتين الدولتين أفراد وجهات متخصصة في هذا المجال. فعندما يعلن المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران عن استراتيجيات ثقافية على أساس خريطة الهندسة الثقافية، فلا بد من وقفة حقيقية لفهم ورسم استراتيجية ثقافية عربية على أسس واضحة. فالهندسة الثقافية هي نهج لتخطيط التنمية الثقافية التي تأخذ بعين الاعتبار المفاهيم المتغيرة للثقافة، وتصميم استراتيجيات عملية للتعامل مع المشاكل التي تواجهها الثقافة. وبعبارة أخرى، فإن الهندسة الثقافية: هي النظم والعمليات والبدائل والحلول الإبداعية لمواجهة التحديات من أجل تطوير المؤسسات الثقافية.والهندسة الثقافية متوافقة مع مفهوم الإدارة الثقافية، ولكنها أشمل، فهي فن يخرج المشاريع الثقافية من المفهوم الاعتيادي، إلى مشاريع تحقق النجاح الثقافي والاقتصادي والسياسي، برؤية متألقة.ولكن لابد من وجود مجموعة شاملة من المهارات والأدوات التي على ضوئها يتم تصميم مشروع ثقافي شامل، باعتبار أن الهندسة الثقافية وسيلة ناجعة لخلق نوع جديد من الفكر الثقافي يرتكز على التصميم الهندسي والإداري والمبادئ الصلبة لصنع الأفكار الثقافية الناجحة.وفي قطر هناك مشروعان على مفهوم الإدارة الثقافية، وربما يتحولان إلى مفهوم أشمل، وهما مشروع الحي الثقافي "كتارا"، وجزء من مشروع "مشيرب" الذي مازال قيد التنفيذ. وهنا لابد من تطوير المشاريع الثقافية الأخرى على أساس خريطة ثقافية. وتكمن المشكلة الحقيقية في كثير من الدول العربية في قيام معظم المشاريع الثقافية على أساس فكرة لحظية أو موسمية، تموت مع انتهاء الحدث أو الفعالية، وتكون مكلفة وباهظة الثمن. ولكن عندما يتم وضع الأهداف والسياسات والخطط الثقافية، ورسم خريطة الهندسة الثقافية، نستطيع أن نصل إلى مشروع ثقافي متكامل.