11 سبتمبر 2025
تسجيلعملاق بيروسيتوس، في يوم 2 أغسطس 2023، تم الإعلان عن اكتشاف بقايا أكبر وأثقل حيوان وجد على كوكب الأرض في الصحراء جنوب بيرو. وجد عالم الحفريات البيروفي، ماريو أوربينا، رئيس الفريق الذي اكتشف الرفات من متحف التاريخ الطبيعي في ليما، وعالم في جامعة سان ماركوس الوطنية، فقرة متحجرة لأول مرة في صحراء منطقة إيكا في عام 2010، في منطقة أوكوكاخي، على بعد 15 كيلومترا من ساحل بيرو و300 كيلومتر جنوب العاصمة ليما. أجريت دراسات علمية في المتحف لتحديد تشريح الأنواع التي تم العثور عليها، والتي تم تصنيفها على أنها ثدييات بحرية، من نوع مبكر من الحيتان وسميت بيروسيتوس كولوسوس (حوت بيرو الضخم).يوضح منشور حديث في المجلة العلمية «ناتشير»، بعنوان «حوت قديم ثقيل الوزن يدفع حدود مورفولوجيا الفقاريات»، أنه على الرغم من أن الهيكل العظمي لعملاق بيروسيتوس غير مكتمل، لكن من الممكن أن نستنتج أن كتلة هيكلها العظمي تتجاوز أي ثديي أو فقاريات مائية أخرى معروفة. وقالت الدكتورة ريبيكا بينيون من المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية في بروكسل: «تزن كل فقرة 100 كيلوغرام»، وهو أمر مثير للإعجاب، حيث يبلغ وزن كتلة عظامها فقط ما بين 5.3 و 7.6 طن. وتشير حسابات حجمه ووزنه إلى أن عملاق بيروسيتوس قد يكون أثقل مخلوق في التاريخ تم العثور عليه حيث يتراوح الوزن الإجمالي لعظامه بين 5 و8 أطنان، أي ضعف وزن الحوت الأزرق الحالي وطوله حوالي 20 متراً. عاش هذا النوع قبل 39 مليون سنة في بحر مناخي استوائي، خلال العصر الجيولوجي لعصر الإيوسين (56 و34 مليونا). فقرات البيروسيتوس المكتشفة حدد عالم الحفريات المكتشف أوربينا أن هذا الاكتشاف «ليس كأي اكتشافات أخرى في جميع أنحاء العالم وأنه لم يعرف بعد ما الذي كانت تتغذى عليه أو كيف عاشت». ومع ذلك، أضاف أن جغرافية مكان موطنها «قرب الجبال من الساحل البحري التي منعت تشكيل الأمواج الكبيرة فشكلت مياها هادئة، كانت مواتية لتكاثر الكائنات الحية القديمة». هناك احتمال أن نظامها الغذائي كان يعتمد على القشريات والرخويات والأسماك. ومع ذلك، لا يستبعد أن تكون أكله أعشاب. وفقا لأحد أعضاء فريق البحث الإيطالي، جيوفاني بيانوتشي، «العينة البيروفية هي الأبرز بين جميع الباسيلوصوريدات (عائلة الحيتانيات المنقرضة) المكتشفة». علاوة على ذلك، أصبحت صحراء منطقة إيكا مصدراً مهماً للاكتشافات الأحفورية، وتشتهر بالحفريات البحرية الغنية. وكانت نتائج الكشف: 13 فقرة من العمود الفقري للحوت، وأربعة ضلوع، وعظم الورك. أصبح هذا الحيوان الضخم عامل جذب حيث يتم عرض بقاياه المكتشفة في «متحف التاريخ الطبيعي في ليما»، حيث يمكنك الاستمتاع بمشاهدة هذه الفقاريات المائية العملاقة الأقدم الفريدة. تشكل هذه الأكتشافات تحدياً كبيراً لجميع الباحثين المكرسين بشغف للكشف عن ماضي كوكبنا، والذين يقدمون لنا من حين لآخر اكتشافات مدهشة.