11 سبتمبر 2025
تسجيلإذ تَهم وتركض باندفاع لتحدث الروح غيرها فتقف صامتة أو متراجعة، كيف يُفقَد حماسك بمجرد فتح فمك لإخراج كلمة واصفة لتلك القيمة!، وكأن المعنى ليس بذاك المعنى أو أن الكلمة ليست بتلك الكلمة وكأن الفعل المطلوب ليس كما كان مطلوبًا. كثيرة هي الأشياء التي لا تُفهم، وإن كانت وسط ذاتك أو مع غيرها، فإن صعُبَ عنها التعبير فقد سهُل أمرها، ولكن إن كانت حقاً لم تفهم فكم كبيرة وثمينة هي، وإنني لأجد جمالها بصعوبة فهمها أو بعجز وصفها لنفسي أو لغيري أحياناً، ولكنها حتماً تكون أفكاراً مفهومة دون شرح وتعبير، فهي في محلٍ قيم لا يحتاج سوى التفكير به دون كلمات دون تعبير دون شرح دون أي جهد مننا "هي فقط معنى". فبقاء بعض الأمور في مكانها يجعلها عميقة قيمة فتكون مُتنفسا جيداً لك، وإن حادت ومالت إلى ما لا يستحقها ذبلت وبهتت، فماذا إن عجز عنها التعبير؟ أو خطأ لها الاختيار، اختيار الوقت أو مشاركة المستمع؟ أحينها نصمت وسط الكلام وتُبلع الكلمات أم نكمل الحديث بها بتلعثم وبجفاف يطفئ فيها بهجتها وقيمتها؟. لربما تستحق بعض الأمور أن تُثمَن فينا نحن، في أرواحنا، في أنفسنا، أو أحيانًا في محيط صغير قيم جداً يليق بها لتبقى لامعة ناصبة لك وبك، فافتح الصندوق وضع فيه ما تضع من أفكار، مشاعر، أهداف أو حتى تفاصيل تلك الأحداث ثم أغلقه بأحكام ليكبر ما وضعت في عينك وإن صغُر في عينيّ غيرك. وليس الهدف من هذا كله سوى الحفاظ على قيمته الثمينة عندك مهما كان هذا الشيء متفاوت الفهم والمعنى بيننا. فها اليوم قد علمت أن بعض الأمور قيمة في مكانها فقط، في موضعها الصحيح، وما أن حُرِكت شرقاً وغرباً فقد كُسرت، وها قد علمت أنها إذا كُسِرت لا تعود أبدًا كما كانت، فنعم بعض الأمور ليست بحاجة لتُفهم أو لأن تُشارك، بل بحاجة لتذكرها والحفاظ عليها والإمساك بها بقوة، بقوة مُحكمة. طالبة في جامعة قطر