10 سبتمبر 2025
تسجيلحين بدأ حلم انتخابات مجلس الشورى بحلته الجديدة يتحقق، أيقنا بأننا على مشارف دولة انتقالية ملهمة لباقي الدول لأن تحذو حذوها في تأسيس مجلس للمشاركة الشعبية، والذي ينقل هموم المواطنين من محيطهم الضيق إلى محيط المسؤولين الأكبر، وبالتالي يتم تأسيس مجتمع متكامل تحكمه قيادة ودستور، ويكون هذا المجلس واجهته في الداخل قبل الخارج، وهو مجلس يتحمل النقد البناء الذي من شأنه أن يحفز الجميع على خدمة المواطن ورفعة الوطن، وهذا لن يكون إلا بانتخاب المرشح الكفؤ الذي يتوسم به الناخبون خيراً ومن يرون فيه الكفاءة المطلوبة والصوت المسموع والمجلس المفتوح والصدر الرحب لجميع الشكاوى التي ترد إليه، بغض النظر عن اسمه واسم قبيلته مادام قد استوفى كل شروط الترشيح المعلنة والمعتمدة من الجهات المختصة التي قبلت أوراق ترشحه وبدأ في الإعلان عن حملته حتى يوم فرز النتائج. ولذا فإن كل هذه العملية منذ بدايتها وحتى نهايتها مفتاحها ووسيلتها وأهدافها هو ترسيخ الانتماء لهذا الوطن وليس الانتماء إلى قبيلة فلان أو التصويت لصالح آخر لأهمية قبيلته، أو لأنها امتداد لقبيلتي على سبيل المثال، وهذا أمر جلل يجب ألا يقع فيه الناخبون الذي بدأ قلة منهم للأسف يروجون لمرشحي قبيلتهم حتى قبل اعتمادهم رسمياً، مما أثار مشاعر البعض ممن رأوا أن التعصب بهذا الشكل المنفر لا يمكن أن يخدم تجربتنا التي تسير حتى اليوم بهدوء نحو النجاح المنتظر لها خلال الشهور القليلة القادمة. وكم سرني الخبر الرسمي الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية في إحالة الجهات الأمنية لسبع من المحرضين على إثارة البلبلة الفارغة والنعرة القبلية بين أفراد المجتمع في مواقع التواصل الاجتماعي إلى النيابة العامة، وتحذيرها للجميع بأن هذا التوجه غير المحمود الذي ينتهجه البعض للترويج لمرشحيهم لا يمكن أن يكون مقبولاً رسمياً أو حتى شعبياً، لأن الانتخاب مقصده ترشيح من يخدم وطنا لا قبيلة، وشعبا لا فئة منهم فقط، وهذا في نظري ظاهرة محدودة يجب أن تجد من يئدها من بدايتها، فنحن كنا ولا زلنا منذ اشتعال الأزمة الخليجية والتي بدأت عام 2017 واستمرت لما يزيد عن ثلاث سنين نؤمن بأن قبيلتنا الوحيدة هي قطر، ولا أحد غير قطر على اختلاف مسمياتنا والألقاب الأخيرة من أسمائنا الممتدة. وعليه يجب أن يكون هذا التأسيس الطيب الذي نما في قلوبنا تجاه بلادنا وأورثناه لأجيال جاءت أثناء وبعد الأزمة هو الباقي اليوم لاكتمال العرس الانتخابي على ما تشتهيه نفوسنا، فالانتماء لوطن أشد وطأة وأكثر علوا وأكبر شرفا مما لو كان الانتماء لقبيلة يُحصر معه كل معاني الأنانية والتفاوت في مصالح المواطن التي تأتي في مقدمة الإعلان عن مجلس الشورى الجديد. قبيلتنا قطر وأميرنا سمو الشيخ تميم.. هذا هو الوسم المضاد لكل ما يطرأ من "هاشتاقات" من شأنها أن تشق صفوف القطريين أو تحلم بهذا والعودة له هو الأسلم لمن تراءت له رؤية غابرة لأصحاب النظرة الضيقة في أن فوز مرشحهم عن مرشح آخر يمثل دائرتهم، لكنه لا ينتمي لقبيلتهم هو انتصار يقربهم أكثر لمصالحهم دونا عن باقي المواطنين في نفس الدائرة، وهذا اعتقاد مريض يضرب المعنيون أمام تحقيقه بيد من حديد وغير مسموح أبداً أن يوسع هؤلاء أفقهم في المضي بهذه السياسة المحدودة، لأنه في النهاية لن يصح سوى الصحيح، والصحيح هو أن الانتماء لقطر هو انتماء لقبيلة كبيرة ممتدة ومتنوعة بالقبائل والأصالة، لكنها تحمل اسما من ثلاثة أحرف هي (قطر) و.. كفى !. @[email protected] @ebtesam777