10 سبتمبر 2025
تسجيلفي الثامن من شهر أغسطس الراهن بدأ أعضاء هيئة التدريس في التوافد على مقار أعمالهم، يحدوهم الامل بعودة جميع الطلاب الى مقاعد الدراسة والتعلم عن قرب بدلا من التعلم عن بعد، لأن التجربة التي مر بها أعضاء هيئة التدريس والطلاب الجادون كانت تجربة قاسية، فالطالب لا يعرف استاذه والأستاذ بالضرورة لا يعرف طلابه وجها لوجه، بمعنى اخر ليس هناك تفاعل بين الطالب واستاذه الامر الذي عاد على الطالب بعدم اكتمال المعرفة وتعذر على عضو هيئة التدريس معرفة مهارات الطالب وقدراته من اجل رسم خريطة تدريس ترتفع بمهاراته وقدراته والاخذ بيد الأقل قدرات بهدف إلحاقه بزملائه المبدعين. لا ابالغ في القول ان تجربة التعليم عن بعد اخلت بالعملية التعليمية على كل الصعد، وعلى ذلك لا بد من الخروج من هذه الدائرة المفرغة والعودة الى الحياة الطبيعية للتعلم من رياض الأطفال مرورا بجميع مراحل التعليم. (2) للخروج من مأساة التعليم عن بعد حفاظا على طلابنا والعودة الى الحالة الطبيعية فإن الوزارة مطلوب منها ان تفرض على جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين في المؤسسات التعليمية اخذ اللقاح المعتمد بجرعتيه، الى جانب استخدام الكمامة والتباعد المعقول بين الافراد. ان مرض كورونا يشبه الى حد بعيد امراض الانفلونزا التي لم يتم القضاء عليها عبر السنين لكن الإصرار على اخذ التطعيم السنوي قد يعين على التقليل من تأثير الانفلونزا الشتوية لكن لا يمنعها وكذلك الحال ينطبق على جائحة كورونا. (3) مجلس الوزراء الموقر في جلسته المنعقدة الأربعاء الماضي قرر رفع بعض القيود الاحترازية ابتداء من الجمعة الموافق 6 أغسطس الحالي وجاء في قراره استمرار مباشرة العمل بنسبة 80% من اجمالي الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص، وهذه النسبة معقولة ونحن في مرحلة الترقب والحذر. تلك النسبة نرجو ان تنطبق على المؤسسات التعليمية بمعنى اذا كان عدد الطلاب المسجلين افتراضا في مادة من المواد الدراسية 100 طالب / طالبة فإنه يحق لـ 80 طالبا وطالبة حضور المحاضرات في داخل القاعات الدراسية، مع اخذ الاحترازات المطلوبة في الاعتبار. كذلك قرر مجلس الوزراء الموقر السماح بإقامة حفلات الزفاف في قاعات الفنادق والقاعات المستقلة ولا يزيد عدد الحضور عن 80 ضيفا، مع السماح بتواجد 10 اشخاص من الذين لم يستكملوا او لم يتلقوا اللقاح المضاد لوباء كورونا. معلوم ان حفلات الزواج في قاعات الفنادق او القاعات الخاصة تستمر لأكثر من ثلاث ساعات في الحد الأدنى، صحيح ان الضيوف في معظمهم لا يزيد بقاؤه في ذلك الحفل عن 45 دقيقة، وللعلم فإن المحاضرة في الجامعة او الحصة الدراسية في التعليم العام لا تزيد عن 45 دقيقة، وعلى ذلك فإن الكاتب يدعو الى تطبيق هذين المثالين على مؤسسات التعليم عامة. (4) ان الكاتب ينطلق في هذا الشأن من تجربة مريرة ملما بنتائجها العملية وليست النظرية وكانت المخرجات التعليمية مهما زينها بعض أعضاء هيئة التدريس لا تعبر عن الحقيقة المؤلمة، اضرب مثلا واحدا دون تجني وضع سؤال في مادة التنظيم الدولي عليه درجة واحدة من هو الأمين العام للأمم المتحدة؟ كان الجواب بعد دراسة دامت 14 أسبوعا مخيبا للآمال بل مثبطا ومهينا في ان واحد، هذا لا يعني انه لم يجب احد على هذا السؤال إجابة صحيحة، لكن هناك عددا كبيرا لم تكن اجاباتهم صحيحة، وما خفي اعظم، طرح سؤال عن التنمية في قطر، كان الجواب يدور حول سوق واقف واصبح في المجتمع اختلاط وغير ذلك من الإجابات السطحية والتي تدل على ان الطالب في دراسته عن بعد لا يحضر المحاضرات وليس عليه رقيب وهكذا بهذه الطريقة "التعليم عن بعد" كارثة اجتماعية وسياسية وعلمية لأن مخرجات التعلم في أسوأ مراحلها بل يعود بالضرر على البلاد والعباد. آخر القول: أنقذوا التعليم ان كنتم تحبون الوطن وتحرصون على تقدمه وازدهاره بالعودة الى قاعات الدراسة. [email protected]