27 أكتوبر 2025

تسجيل

فظاعة وثائق "الجزيرة" عن أبوظبي

10 أغسطس 2017

قال تعالى عن مبدأ الحرية : (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) وفي هذا قال أمير المؤمنين (لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا) هذه المبادئ والمفاهيم الخالدة حظيت بعظيم الاهتمام والعناية في ديننا الإسلامي الحنيف ، ونالت التوقير من قبل شعوب العالم ، فكانت محط أنظار الإنسانية ومحور تفكيرها على مر القرون والأزمان. صعقنا حقا للفيلم الوثائقي الذي بثته (قناة الجزيرة) بعنوان (إمارات الخوف) وتناوله لشهادة الشهود وتقارير دولية لانتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات والتعذيب في السجون الإماراتية للمواطنين والمقيمين بتقنيات عالية، وعرضت القناة كيف أبوظبي تتعقب أنفاس معارضيها عبر أجهزة التنصت الحديثة ، وتزج بهم خلف غياهب السجون والمعتقلات وتتولى التجسس على مواطنيها والمقيمين فيها بل تجاوزت ذلك إلى التجسس على الدول الخليجية والعربية وتتعاون لتنفيذها مع مراكز بحثية ومخابراتية مشبوهة. تجمدنا فزعاً عن أشكال التجسس بحق المواطنين والمقيمين وما تم كشفه من قبل شهادات حقوقيين دوليين عن طبيعة المحاكمات الصورية التي يتعرض لها المعتقلون في الإمارات، أمام محاكم خاصة وإجراءات لاتكفل ضمانات العدالة مثل عدم تسجيل بلاغاتهم بتعرضهم للتعذيب، واعتبار الأحكام الصادرة بحقهم نهائية فلا يمكنهم الطعن فيها أمام محكمة أعلى درجة. أعرف عديد من الرجال من مواطني أبوظبي على وجه التحديد اختفوا فجأة عن مجتمعهم وهم الذين كانوا يشغلون جل أوقاتهم في الدعوة إلى الله ويخرجون إلى بقاع الأرض لنشر الدين الإسلامي ، وبعضهم يعمل في المؤسسات والمنظمات الخيرية لكنهم منذ فترة قل نشاط كثير منهم لمن بقي على قيد الحياة وآخرون اختفوا ولم يعد لهم أثر . الآن تيقنا بعد تقرير (الجزيرة) المذكور سبب غياب أولئك الإماراتيين عن المجتمع، فالتقرير كشف عن اعتقال السلطات الإماراتية كافة الموقعين على وثيقة الإصلاح وحكمت بالسجن على 61 منهم بتهم فضفاضة شملت إثارة البلبلة ومعاداة أجهزة الدولة ومحاولة تعطيل الدستور والقانون ، وتعرضوا بسبب ذلك إلى سحب الجنسية منهم ، ومصادرة ممتلكاتهم وأموالهم وأرصدتهم في البنوك، وامتدت تلك العقوبات لتشمل سحب جنسية أقاربهم. كشف تقرير (الجزيرة) الموثق رفض الإمارات زيارات المنظمات الدولية الحقوقية لسجونها التي تمارس فيها شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ، كما عرض شهادات حية ورسائل معتقلين في السجون الإماراتية تثبت رفض النيابة العامة أو المحاكم إثبات شكاواهم وبلاغاتهم بشأن تلك الانتهاكات غير القانونية التي تعرضوا لها بالسجون والمعتقلات ، بالإضافة لشهادات حية ورسائل معتقلين في السجون الإماراتية . واضح أن هناك إشكالية بين الحكومة والشعب ، فالاستبداد هو المشكلة الأولى في دولة الإمارات وهذا يفهمه ويعيه كل إماراتي شريف حريص على وطنه ، وتبينوا مؤخرا قدرة النظام على التأثير على وسائل الإعلام التي أصبحت مسيسة لدرجة كبيرة ولاتعكس حقيقة الإرادة الشعبية والحقيقية، وإنما تعكس إرادة أشخاص معنيين في الإمارات، ونقلا عن تعبير ناشطين إماراتيين "إن دولة السعادة هي دولة الخوف والإماراتي أصبح لايأمن على نفسه". لم يعد خافيا على أحد إلا على شعب الإمارات المغلوب على أمره ما يجري في هذه الدولة البوليسية، فالعديد من وسائل الإعلام وتقارير المخابرات الدولية كشفت الملف الأسود لأبوظبي في الفضائح السياسية والأخلاقية والمخابراتية وتدخلها في شئون الدول العربية . أحلام (ابن زايد) رسم خريطة جديدة للمنطقة تسير وفق رؤيته بأن تكون إمارته (أبوظبي) هي المسيطرة والمتحكمة في مقاليد الأمور. وسلامتكم.