27 أكتوبر 2025

تسجيل

مظاهر الخلوة بين الشاب والفتاة

10 أغسطس 2015

عرفت المجتمعات الإنسانية الحديثة مظاهر خارجة عن حدود اللباقة والادب والاخلاق نتيجة هذه الطفرة الاقتصادية التي شغلت العائلات والاسر وباتوا بعيدين عن ضروريات التمسك بمختلف المستويات والممارسات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، ونحن جزء من هذا العالم، وإن اختلفت الأسباب والمؤثرات، الامر الذي ادى إلى بروز عادات دخيلة على السطح خلال الأعوام الماضية نتيجة لما طرأ على مجتمعنا من تحولات غريبة في النسيج الاجتماعي، فبرزت أنماط وأشكال مختلفة داخل الاسر لم تكن مألوفة من قبل في ثقافة المجتمع، مثل بعض مظاهر الخلوة بين الشباب والبنات في غياب مراقبة الاسر المنغمسين في مشاغل الحياة العصرية. ورغم أنه لا توجد دراسة وطنية دقيقة حول حجم المشكلة ومسبباتها إلا أن الواقع يتطلب من كافة الجهات المسؤولة التحرّك بصفة سريعة وجدية لمواجهته والآثار المترتبة عليه، مع ان هناك جهودا متفرقة تعمل على تشكيل حملة توعوية وقائية على مستوى البلاد للحد من مشكلة العلاقات المشبوهة بين الشباب من الجنسين بمشاركة الجهات ذات العلاقة تعكف على إعداد برنامج علمي وعملي لتأهيل هؤلاء الفتية نحو العفة، وذلك بعقد اجتماعات تشاورية للتنسيق حيال أعمال الحماية الاجتماعية وإعداد استراتيجية شاملة للتعامل مع مشكلة تنامي جرائم الخلوة بين الشاب وقرينته بعيدا عن اعين المنزل والمجتمع. اهتم مرتادو التواصل الاجتماعي مؤخرا بما نقل عن جهات مسؤولة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة بخصوص المقبوض عليهم بخلوة محرمة‎ بين الشباب والفتيات واتخذوا حيالها قرارات حازمة ومشددة من اولوياتها توفر عاقد شرعي له صلاحية تزويج كل من يتم القبض عليه بالفتاة التي اختلى بها إجباريا ، والفرض على الشاب بأن يدفع مهر لايزيد عن 1000 ريال وذلك عقابا للفتاة لأنها أرخصت نفسها فيرخص مهرها. كما يمنع القرار الشاب من تطليق الفتاة إلا بعد مرور سنتين كاملتين وفي حال مخالفة ذلك يسجن 10 سنوات مع 1000 جلدة شهرياً ، ولايحق للفتاة المطالبة بمسكن ويسمح للشاب بأن يسكنها في غرفته بمنزل أهله، أما بخصوص النساء المتزوجات فيجبر القرار بأن يتم إخبار أزواجهم وعدم التستر عليهن، وفي حالة قام بتطليقها يتم تزويجها من الشاب المختلي بها بعد انتهاء العدة. اسوق هذه الاجراءات لتبيان مدى خطورة هذه الظاهرة التي وضعت الشقيقة المملكة حلولا جذرية لها باعتبارها قرارات جديدة مباركة من خادم الحرمين الشريفين لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دون هوادة علها تستقيم الامور ويرجع الشباب إلى رشدهم ويعودوا إلى تمسكهم بتعاليم ديننا الحنيف الذي يحثهم على الفضائل لننشئ جيلا مسلحا بالعلم والاخلاق. ازاء هذه الظاهرة المشينة وغيرها يرجع الامر إلى الوالدين من خلال التربية أن يساهما في حماية ابنائهما، لأن الوقاية تتطلب أكثر من ذلك، ولحماية الشباب من الانزلاق في المجهول يجب أن تطال إجراءات الوقاية اولئك العابثين وهذا ما يتطلبه من وجود مراكز إرشاد عديدة تؤيد نهجاً يسعى لتجنب وقوع هذه الجنح عبر التوفيق بين المساعدة والعقاب، لأن هؤلاء يحتاجون للمساعدة فعلا. يحتاج هؤلاء الراشدون الاهتمام بهم وتقوية ثقتهم بأنفسهم وارشادهم إلى سبيل التعامل باحترام متبادل. فالأمر يتعلق في نهاية الأمر بنفس التربية التي يمكن أن تحول دون وقوع ممارسات جنسية في خلوة بعيدا عن الأعين، إنها التربية التي تؤدي إلى تعزيز الثقة بالنفس وتحقق الاحترام المتبادل. وسلامتكم