28 أكتوبر 2025
تسجيلمرحلة الطفولة المبكرة هي من أهم المراحل لدراسة الإبداع واكتشاف المبدعين، وإن لم يشجع على الإبداع في هذه المرحلة فإن التشجيع عليه فى المراحل التالية يكون ضعيف الجدوى، كما أكدت الأبحاث أن الإبداع صفة مشتركة بين جميع الأطفال، فالطفل قادر على الإبداع والابتكار الفوري لأنه يولد وهو مزود بدرجة عالية من الوعى. وتشكل مرحلة رياض الأطفال المرحلة التي يتلقى فيها الطفل أساليب التربية بشكل منظم من خلال ممارسة الأنشطة وتتميز هذه المرحلة مجموعة من الخصائص التي تجعلها أساس لنمو وتنمية الإبداع منها : - كونها فترة حاسمة تتكون من خلالها المفاهيم الأساسية للطفل . - تطور النمو اللغوي والعقل للطفل في هذه المرحلة بصورة سريعة وواضحة ومميزة. - يسهل على طفل هذه المرحلة تخزين المعلومات والخبرات ورموز الأشياء لاستخدامها في اكتساب الخبرات المستقبلية وتفسيرها والتعامل معها. - يتسم خيال الطفل في هذه المرحلة بالخصوبة المفرطة نظراً لعلة خبراته الحسية. - يتمكن طفل هذه المرحلة من إجادة الربط بين السبب والنتيجة. - تنمو قدرة الطفل في هذه المرحلة لحل المشكلات إذا أتيحت له ممارسة أنشطة مناسبة. ومما سبق، ندرك مدى أهمية مرحلة رياض الأطفال في تنمية الإبداع لدى الطفل من خلال إتاحة أكبر الفرص أمام الطفل لممارسة الأنشطة المتنوعة بالروضة في جو من الحرية والديمقراطية بعيدا عن القسر والديكتاتورية على أن تشمل هذه الأنشطة، النشاط الحر الذي يسمح للطفل بقدر معين من الضوضاء والفكاهة، وعلى أن تشمل أنشطة اللعب الإيهامي وإطلاق العنان أمام ملكات الطفل للتخيل والابتكار وكذلك توفر الفرص الملائمة لاستقبال إبداعات الطفل الفنية في الرسم والتلوين والتشكيل والقص واللصق والتركيب والتحليل والتصنيف والتجميع والربط بين الأشياء والأسباب والنتائج ، بل وإطلاق عنان الطفل في التفكير لوضع النهايات المناسبة للقصص مفتوحة النهايات، واستقبال رواية الطفل لقصة ما، أو روايته لأحداث عقب مشاهدته لمجموعة من الصور، بجانب إتاحة وتوفير الأنشطة الحركية للطفل من "جري،مشي،قفز، تزحلق" بأساليب متنوعة، يكمل ذلك وضع مشكلة أمام الطفل والبحث عن حلول مختلفة لها فكل ذلك يزيد من قدرته على الاستنتاج والاستقصاء ويدفعه للابتكار والمبادأة والإبداع بل وتقدير الذات والتفكير الإيجابي ومن ثم نستطيع أن نضع السمات العامة للطفل المبدع. ب- سمات الطفل المبدع: يتميز الطفل المبدع بمجموعة من السمات أهمها: - يتعامل مع الأشياء غير المتوقعة. - يطبق المعرفة التي يعرفها في المواقف الجديدة. - يكتشف العلاقات التي تربط بين الأشياء والمعلومات المختلفة. - يتفاعل مع المتغيرات الطارئة بسرعة. - يستطيع أن يحقق أكبر استفادة من الأدوات المختلفة. - يتوصل لحل المشكلة الطارئة بأكثر من طريقة. - يتميز بالمرونة في التفكير. - يصمم ( رسوما – أشكالا ) غير مسبوقة. - يروي القصص بأسلوب مميز. -القدرة على تنظيم الأفكار وإدراك العلاقات - توافر الدافعية والاستثارة والحماسة غير العادية. وتتميز مرحلة رياض الأطفال بأن المنهج فيها يقوم على مجموعة من الأنشطة التي يمارسها الطفل بشكل يومي، ومن هذه الأنشطة: -النشاط القصصي: حيث تروي المعلمة على مسامع الأطفال حكاية ليقوم الأطفال باستنتاج العبر والاستدلال على ما ترمي إليه من نصائح وإرشادات، أو أنها تقص الحكاية وتترك للأطفال حرية اختيار النهاية المناسبة لها، أو أنها تعرض على الأطفال مجموعة من الصور بدون أن تعلق عليها و تطلب منهم رواية قصة عن هذه الصور. ويرى التربويون أن من سلوكيات الطفل المبدع المصاحبة لهذا النشاط ما يلي: - استخدام اللغة استخداما سليما في مواقف مختلفة وتوظيفها في هذه المواقف بأساليب متعددة. - تركيب الجملة وإتقان النطق. - القدرة على إيجاد مترادفات للكلمات ومتضادات لها. - إجادة الحوار والمناقشة. - امتلاك الطفل لقدرة كبيرة على الاستنتاج والاستقصاء وتحليل الأحداث وتوضيحها. - قدرة الطفل على وصف الصور وحسن التعبير عن الأحداث. -النشاط الحركي: يتضمن هذا النشاط التحكم في التعبير الحركي وتغيير الأنماط؛ ويتمثل هذا النشاط في ممارسة الجري والمشي والتسلق والأكل والشرب ودفع الأشياء والقبض عليها وإمساكها، بجانب مهارة الفك والتركيب والتعبير عن الأفكار بتحريك بعض أعضاء الجسم، والاستجابة للإيقاعات الموسيقية. ويرى التربويون أن سلوك الطفل المبدع عند ممارسة هذا النشاط يتميز بما يلي: - امتلاك الطفل لمهارات حركية عالية. - يفضل الألعاب التي تعتمد على الفك والحركة والتركيب. - امتلاك الطفل لقدرة كبيرة على التوافق العضلي العصبي. - القدرة على استخدام الأشياء بشكل غير عادي. - تنويع حركات الجسم طبقا لما يريد أن يعبر عنه من أفكار. -النشاط الفني: يقوم هذا النشاط على أساس إتاحة أكبر الفرص للطفل لممارسة الرسم والتلوين والتشكيل والقص واللصق باستخدام أدوات متعددة، مع إعطاء الحرية للطفل للتعبير عن مشاعره بالغناء والموسيقي والتمثيل. ويرى التربويون أن سلوك الطفل المبدع عند ممارسة هذا النشاط يتميز بما يلي: - القدرة الفائقة على التناسق بين الألوان. - تشكيل أشياء غير مسبوقة وغير مألوفة. - أداء أكبر عدد من المهارات المتنوعة مرة واحدة. - الاهتمام بأدق التفاصيل. - نشاط اللعب: من أكثر الأنشطة التي يمارسها الطفل في الروضة وهذا النشاط قد يظهر في سائر الأنشطة السابقة ويتخذ أشكالاً مختلفة منها: -ألعاب الفك والتركيب : وتهدف إلى تنمية إبداعات الطفل من خلال إتقان الطفل فك وتركيب الأشياء والألعاب فتعلم الطفل كيف يقوم بتركيب جزء ما ووضعه في مكانه الصحيح بإحكام أو العكس يعلمه جزئياً كيف يسيطر على الأمور، ويثق بنفسه ويقدر ذاته. -الألعاب اللغوية: وهي تلك الألعاب التي تهدف إلى تنمية المهارات اللفظية للطفل من خلال أنشطة "أحاديث الهاتف"و"عرض البطاقات"و"التعليق على الأحداث "وغيرها.