13 سبتمبر 2025

تسجيل

المسنون.. عبر وحكايات

10 أغسطس 2015

* شاب ربما في الثلاثين من عمره نحيل الجسد حافي القدمين تدل هيئته وملابسه انه ربما لا يمتلك قوت يومه بل قد يكون طال عليه الامد ليشبع ويغتسل ويدلل نفسه في استجمامة يحتاجها جسده النحيل .. هذا الذي أحدثكم عنه أطعم والدته المسنة " لقمة لقمة " كان يتأنى في تلقيمها طعامها حتى تحسن مضغه وبلعه وبخرقة قماش يمسح لها بقايا الطعام برفق ويصفف شعرها .. * ما ان شبعت إلا ووضعها فيما يشبه "القفة " صندوق جهزه بحسب جسدها المتكور بعد ان حشاءه بخرق ليكون طريا ناعما يتناسق وهزال جسدها صنعه كرحم الام الذي أبدعه يد الخالق العلي القدير ناعما طريا ميسرا لمولود سيرى النور وما ان انتهى الشاب من تجهيز أمه إلا وحملها فوق رأسه ليجتاز بها المسافات سيرا بالاقدام قاطعا الوديان والجسور المعلقة وهي عبارة عن جزع شجرة لا يقوى على المشي فوقها الرياضيين فما بال من على رأسه حمل أمه الى حيث مقامها. * درس بليغ وبيان بالعمل حيث دبلج معها بالتسجيل أحد المشايخ الكرماء الآية الكريمة " وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ" 23 سورة الاسراء، والتي حدثتنا عن بر الوالدين وقدسية فضلهم على الابناء ومغبة عقوق الابناء .. وبرغم ان التسجيل وهندام الشاب البار بأمه لا توحي انه مسلم ولا توجد اي اشارة لديانته اصلا لكنه يبرز قمة حب بعض الابناء لوالديهم ومدى انسانيتهم وما يبذلونه من جهد المقل لرعايتهم والاعتناء بهم وبذل الوقت وفتات الاكل لاشباعهم ولصحتهم وتغذيتهم والمجاذفة والرهق لتأمين اقصى درجات الامن والسلامة لراحتهم. * ليت هذا التسجيل الفخم المحرض للتمسك بقيمنا الاسلامية والانسانية يصل لكل من عاق والديه ولكل من بقلبه غشاوة أو بنفسه غرور وتعال .. ان مخزوننا الايماني مليء بكثير من الحكايات والقصص عن بر الوالدين والرفق بهم وتلبية حاجتهم خاصة في الكبر سئل احد الصحابة الاجلاء وكان بارا بوالديه لم نراك تتناول طعامك معهم قال بما معناه : اخاف ان تأخذ يدي ما وقعت عليه عيناهم .. * ليت هذا التسجيل يصل لمن أسكن والديه لدور الرعاية متعللاً بالمشغوليات او بضيق ذات اليد ليرى كيف يعتنى الاشعث الاغبر نحيل الجسد حافي القدمين ومن لا يملك قوت يومه بأمه انه بر الوالدين في أسمى معانيها.. همسة: كونوا رفقاء بالمسنين يرحمكم الله