15 سبتمبر 2025

تسجيل

استراحة مع الكلمات .. 3

10 أغسطس 2014

يبدو أن استراحتنا مع الكلمات ستتكرر مرات ومرات حيث وصلتنى رسائل عديدة من القراء الأعزاء يبدون إعجابهم بما كتبناه فى المرات السابقة ويطلبون فيه المزيد من إختياراتنا لقطوف الحكمة وأبيات الشعر التى اخترناها .. وقد وفقنى الله لاختيار عدد من العبارات وأبيات الشعر والمقتطفات ولكننى آثرت أن تكون كلها – تقريبا – حول موضوع واحد .. هيا بنا : - يقول حطان بن المعلا الطائى وهو أحد فطاحل الشعراء العرب عن حب المرء لأولاده هذا الحب الغريزى الجارف وهو من صنع الخالق وحكمته جل شأنه : إنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشى على الأرض لو هبت الريح على بعضهم لم تشبع العين عن الغمض - طيب .. ومن يشاركنا فى العناية بأطفالنا وتربيتهم ؟ .. إنه المعلم ولا شك .. هيا بنا نقرأ ما كتبه الشاعر العربى الكبير عبد الفتاح عمرو فى بيان قيمة المعلم فى حياتنا : أنا المـعلم حسـبى مـا أقدمــه فالـطـب طـبى والعمــران عمـرانـى وما المصانع شادتها سواعدهم سوى حصيلة إرشادى وتبيانى أنا المعلم ما أشاد البناة سوى من طيب كفى أو من غرس بستانى - وفى نفس السياق يقول أمير الشعراء أحمد شوقى قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا - قارن ذلك بما يحدث فى أيامـنا هذه من خلال العبارة التالية " فقد المدرس فى بلادنا هيبته واحترامه لأن أجهزة الإعلام دأبت على شن حملة شعواء ضد المدرسين .. وهناك أعمال درامية تسخر من المدرسين وتستهزئ بهم وقد نجحت فى إفساد العلاقة بين المدرس والطالب " .. من رسالة للدكتور سمير القاضى عضو إتحاد الكُتًاب إلى بريد جريدة الأهرام . - والحقيقة أن مخطط العمل على أن يفقد الكبار – وليس المعلمون فحسب – هيبتهم قد بدأ من مدة طويلة عندما قمنا بتعريب " مدرسة المشاغبين " وتحويلها إلى مسرحية ثم أفلام وتكرار عرضها بغية غسيل الأدمغة . - نكتفى بهذا القدر حيث أنه من الواضح كما قال الحكماء قديما فى مثل حالتنا " إتسع الخرق على الراتق . - ونخرج من هذا الجو المشحون لنذهب إلى الماضى وشئ طريف حيث كان الفيلسوف اليونانى " ديوجين " – وهو كان معلما كذلك بالمناسبة – كان يوقد مصباحه فى النهار ويطوف الطرقات بحثا عن الإنسان الفاضل . - ولعل هذا يقودنا إلى ما قاله الشاعر العربى الأعشى ميمون بن قيس : كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قوته الوعل وهو نفس ما قيل فى ذات السياق : يا ناطح الصخرة الصماء توهنها أشفق على الرأس لا تشفق على الحجر والآن عزيزى القارئ هل أنت مع أن تعود للمعلم هيبته ووقاره كما نادى بذلك أمير الشعراء أم سنظل ننطح الصخر مع الأعشى ميمون بن قيس أو سنهيم على وجوهنا فى الطرقات مثل الفيلسوف الرومانى ديوجين .. ووقتها لن يكون المعلم وحده هو من يفعل ذلك ولكن كل أبناء الجيل الحالى والأجيال القادمة . وإلى لقاء قادم وموضوعات جديدة بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين E mail : [email protected] [email protected]