15 سبتمبر 2025
تسجيليستمع إليهم بحذر يعلم أن أهدافهم بيضاء تنم عن نقاء قلوبهم، ومع ذلك يشك و يرتاب ! يستمع إليهم بإنصات وهم يتحدثون وينظر إليهم بتركيز مفرط وذلك بنصف عين، ويكأنه شرب شيئاً حامض الطعم ،يركز ويركز ويركز،وهم يتكلمون، ويفضون إليه بالحديث عن أمور تهمه وتهم مركزه، وهو يتأمل وجوههم وملامحهم مستبصراً هالتهم، ويبحث في الأرض إن كان هناك كذب ما سقط على الأرض من أفواههم، متصيداً لأخطائهم.وفجأة ..يُقاطعهم لكي يُفجّر طاقته الإبداعية في الحديث عن بطولاته، ومواقفه المُشرّفة، ومعاركه في العمل و الحياة العامة، ومن ثم يسترسل في إظهار ثقافته اللامتناهية، " أنا ... أنا ... أنا " تلك هي تُرَّهَاته، يجلسون معه والأنا خاصته تجلس بجانبه، لا يحب أن يقاطعه أحد، والويل الويل لمن لا يكون موالياً له ، أو يخالفه في الرأي ويؤيد رأياً آخر أو شخصية مختلفة ومنافسة له، فيصبح حينها أشبه بفرعون فيسألهم وهو مَشْدُوه " آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ " ؟ يبحث عن تفاصيل الأمور Details … Details … Details... ويتطقس يميناً وشمالاً متحرياً الدقة في أمور لا تعنيه ! ويملك شخصيتان خنوعتان يستخدمهما " كالكلاب المسعورة " عندما يرغب في الانتقام من أحد ما، فيتركهما يهرولان لعض الضحايا وعيناهما ترمي بشرر، بمعنى أن يتم عرقلة أمورهم، وعدم تخليص معاملاتهم، أو يسعى إلى بث روح الكراهية لمن يكن لهم الشناءة في نفسه . كالحمل الوديع يتظاهر أمام الناس بلطفه وهو أشر خلق الله، إما أن تُطبّل له أو يحل عليك الغضب حتماً، وعندما ترتكب حاشيته خطأً ما فإنه من ناحيتهم غفوررحيم، وإن كان الخطأ ذاته بدرممن دونهم فإنه يصبح شديد العقاب ! " تششششششش " تلك هي حاشيته تُصفق له ليلاً ونهاراً، إيجاباً وسلباً، " الشور شورك يا يبه والرأي رأيك يا يبه "، بتلك العبارة هم يرضخون أمامه، ويستجيبون لأوامره . فهو وهم فئات قد ابتلانا الله بهم، ونراهم دائماً سواء في الحياة العامة، أو العمل أو أي مكان آخر، يجعلونك تحمل في اعتقادك أنك تتعامل مع قطّاع طرق، وتشهد الصراع اليومي بين الحق والباطل ، وتفهم جيداً معنى التزمير والتطبيل، والعلاج السليم هو السير في طريقك دونما التفات، وتحقيق هدفك حتى وإن وضعوا أمامك العراقيل والثغرات، فلا بد من يوم من الأيام أن تتخطاها بتحقيق هدفك وهم ينظرون إليك صاغرين، فلا تُدير لهم بالاً .