13 أكتوبر 2025

تسجيل

بغوها طــَرب وصارت نِشب !

10 يوليو 2019

سؤال:   "هل نريد لهذا الحصار أن يستمر"؟ لو سألت أي فرد في قطر هذا السؤال وقصدت أغلبية في الإجابات بنسبة كبيرة إن لم تكن ساحقة لكانت هذه الإجابات تغلب عليها كلمة (نعم) دون تفكير ولو أعقبها استثناء لكان مضمونه: ( ولكن لولا حاجتنا للحج والعمرة وزيارة بيت الله وإعادة وشائج العلاقات العائلية وصلة الرحم التي قطعتها دول الحصار بين الأسر المشتركة وحاجة أصحاب الأملاك لتفقد حلالهم وطلاب الدراسة، لما كانت لنا رغبة في إعادة الوصل مع هذه الدول التي تكنّ لقطر وأميرها وقيادتها ورموزها وشعبها كل النوايا السيئة، وستظل تخطط وتتآمر عليها بكل خبث وكره وحقد وغيرة حتى وإن صارت مصالحة وتعهدت ظاهريا بما سيُتفق عليه إن قام صلح بين الجميع وما عدا ذلك فلا أهلا ولا سهلا بهم ).  فلماذا لم نعد نرغب بهذا الحلف الذي للأسف نشترك معه جغرافيا واجتماعيا ومنظومة يمكن أن تنهار في أي لحظة بفعل المتهورين الذين يحكمون هذا الحلف الذي تقوده أبوظبي وتتبعها القليصة الرياض ومثلها جزيرة الريتويت التي تنتظر هي الأخرى درسا ارتعدت من ( إعلان ) له وبدأت فرائصها ترتجف منه حتى قبل أن يذاع رسميا فبادرت بهجوم محتواه وانهمرت المقالات تُكذّب ما فيه رغم أن الدرس أو حلقة ( ما خفي أعظم ) الخاصة بخفايا حكومة المنامة ستنطلق دقائقها يوم الأحد القادم منتصف شهر يوليو الجاري من باب تجهيز ( الدواء ) قبل ( الفلعة ) كما يقول المثل الشعبي الدارج ؟!.  وببساطة لأن خلال ما يزيد على العامين من هذا الحصار نمت قطر واستأمنت على ثبات قيادتها وتبعية شعبها ووفائهم تجاه هذه القيادة وحرصهم على أرض قطر، وما كان يؤخرنا عن هذا العلو قبل الحصار تفتت وانهار مع تتابع عواقب هذا الحصار، وإن كنا دفعنا ثمنا باهظا لهذا الأمر من قطع علاقات مع أهلنا في هذه الدول التي فرضت عليهم حكومات وجواسيس هذه الدول حصارا من التواصل معنا أو زيارات إلا بإذونات وتصاريح أمنية بعكس الدوحة التي فتحت الباب لمواطني ومقيمي هذه الدول لدخول قطر وممارسة حريتها بأمان، ولا تزال تستقبل منهم وترحب بهم حتى هذا اللحظة، بالإضافة إلى حرماننا من أداء شعائرنا الدينية المقدسة كالحج والعمرة ووضع عراقيل لا تقبلها أي دولة أمام شعب قطر الذين فُرض عليهم حصار آثم في فجر يوم رمضاني طُرد فيه من طُرد في مكة والمدينة دون حتى إتمام عمرتهم أو استرداد حقوقهم، ولعل هذا الثمن الباهظ الذي مس شعائرنا الدينية وعلاقاتنا الاجتماعية لما كان طلبنا للحوار والمصالحة قائما في كل مرة يزيد هؤلاء من لغة التهور والهجوم والقذف وتزداد لغة العقل والحِلم لدى الدوحة، رغم أن اقتصادنا ثبت مع هزة الحصار التي أراد أصحابه أن يفاجئوا قطر به لإحداث خلخلة في مجالي الغذاء والدواء بهدف التجويع والحرمان.  لكن بحمد الله وتوفيقه ثم بفضل حنكة القيادة وحكمة الحكومة تم تلاحق هذا الأمر، ولعل هذا بالذات ما سبب لهم صدمة عظيمة وأحبط كل تصريحات مرتزقة وأشباه الإعلاميين لديهم الذين تنبأوا بغباء عن تدهور الاقتصاد القطري خلال أسابيع قليلة فإذا خلال هذه الأسابيع أتت أسواق العالم لدينا وتنوعت منتجاتنا وازدهرت أسواقنا ولم ينقصنا شيء والحمد لله؛ بل ونمت منتجاتنا المحلية واكتفينا ذاتيا حتى بدأنا نصدّر من هذه المنتجات إلى الخارج من خلال منفذ ( الشريفة إيران ) الوحيد، التي تعاطفت معنا ضد حصار هذه الدول لنا، وقدمت تسهيلات لنا لا يمكن إلا أن نشكرها على هذا الموقف الذي لا ينتقص منه اختلافنا معها في أمور إقليمية كثيرة تتعلق بأزمتي اليمن وسوريا وغيرهما. نعم نود لهذا الحصار أن يستمر لأننا وكما قال زعيمنا  (نحن بألف خير بدونهم) وهذه عبارة لو وُزنت لكان ثقلها كبيرا ولا يُتحمل، لكننا على ثقة بأننا نسير في طريق سليم تتلقفنا أيادي النجاح في كل المجالات وتتقاذفهم رياح الفشل والعثرات في كل مرة يريدونها كما يقول المثل الشعبي الدارج أيضا: (بغوها طرب وصارت نشب) و.. سلامتكم! ◄ فاصلة أخيرة: لن نمل ولن نكل من الدعاء لله أن يحفظ قطر أميراً وحكومةً وشعباً وأرضاً وسائر بلاد المسلمين.   [email protected]