27 أكتوبر 2025
تسجيلأيام سعيدة قضيناها منذ فجر يوم الأربعاء الماضي أول أيام عيد الفطر المبارك، وعمت مظاهر الفرحة بهذه المناسبة كافة ربوع البلاد على مدار الثلاثة أيام الأولى، منذ فجر اليوم الأول مشاركة مع الغالبية العظمى من العواصم الإسلامية التي تبادلت التهاني قيادة وشعبا للتعبير عن عظم هذه المناسبة وخصوصيتها التي ما زالت هذه المظاهر والاحتفالات بقدومها تأخذ بعض العادات الموروثة. ورغم التطورالذي حصل في قطر بعد ظهور النفط والتغير الذي طرأ على المجتمع ودخول بعض العادات الدخيلة علية مازال المجتمع القطري محافظا على بعض من هذه العادات والمراسيم التي كانت موجودة في الماضي، وأكثر ما يميز الأعياد لدينا هذا التواصل الاجتماعي بين الأهل والأصحاب .من أول أيام العيد يتبادل القطريون الزيارات فيما بينهم للتهنئة، ويتنقلون من فريج إلى فريج في تلاحم يدل على مدى رقي ومحبة أهل قطر لبعضهم قديما وحديثا، وتقدم خلال الزيارات القهوة والشاي ويتعطرون بماء الورد والعود، ويقول المهنئ لأخيه "عساكم من عواده" و"عيدكم مبارك" فيجيبه "الله يعيده علينا وعليكم بالخير" وغيرها الكثير من العبارات .للعيد قديما في قطر مظاهر وعادات تدل على ترابط وتلاحم المجتمع، من تلك المظاهر قيام أهل البيت بتنظيفه وترتيبه حتى يكون لائقا بهذه المناسبة ويرش بماء الورد مخلوطا بالعطور الخاصة، إضافة إلى البخور والمعمول وغيرها، ومن استعدادات العيد قديما خياطة الملابس للكبار والصغار، كالثوب للأولاد والدراعة والبخنق للبنات، وكانت بعض السيدات يخطن ملابس أولادهن بأنفسهن، ويستقبل الأهالي معايديهم بتقديم الحلويات الشعبية المصنوعة في البيوت مثل البلاليط بالبيض والخبيص والعصيد والساقو والخمير، وغيرها من الحلويات المعروفة قديما عند أهل قطر .القطريون يهتمون اهتماما خاصا بالطعام خلال فترة العيد سواء الفطر أو الأضحى، فمنهم من يخصه لعائلته وأقاربه ومنهم من يفتح أبوابه لكل المهنئين من أهل الفريج وهي عادة جميلة تدل على أخلاق وشهامة وكرم أهل قطر، وفي صباح العيد بعد الصلاة يجتمع شمل الأسرة لتناول الإفطار.في العادة يكون غداء عيد الفطر باكرا ولاتزال عادة الغداء في الأعياد موجودة عند بعض العوائل في الوقت الحالي، كما تقام في أيام العيد حفلات العرضة كل نهار ويقوم الرجال والأولاد بالرزيف في العرضة باستخدام البنادق والسيوف وينشدون الأناشيد الحماسية، ويقدم الرجال والنساء خلال جولات الأطفال من أبناء الأسرة والفريج للبيوت العيدية، وهي عادة حميدة تدخل البهجة والسرور على الصغار وتقربهم أكثر للتمسك بعادات الأهل في العيد، ولو أن المعايير اختلفت فكنا نفرح بنصف ريال والآن لا تكفيهم مائة ريال للمقربين .كانت الأجواء ليلة ثبوت رؤية هلال شوال تفوح منها رائحة الحناء معلنة قيام النساء والفتيات بوضع اللمسات الأخيرة ليلة العيد، وهذه العادة لم تختف من بيوت أهل قطر، حيث يجتمع النساء قديماً لوضع الحناء على أيديهن وأقدامهن ويسهرون حتى الفجر، أما الآن رغم استمرار تلك العادة لكن دخلت في الوقت الحاضر على هذا التقليد متغيرات كثيرة واستطاعت صالونات التجميل أن تحل محل الحناية الشعبية .تتأكد أهمية العيد في أنه على الرغم من تقادم عهده، إلا أن قدومه دائما يجلب الفرح، العيد مناسبة اجتماعية هامة للتقارب بين أفراد العائلة فاحرصوا عليها. وعساكم من عواده!. وسلامتكم