13 سبتمبر 2025

تسجيل

المهـــام (2-2)

10 يوليو 2015

إن الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وحملته من بعده أمته أمة التوحيد سيصحب الزمان حتى تنفض الحياة ويرث الله الأرض ومن عليها. ولن يستطيع شياطين الإنس والجن أبداً الذهاب بالحق والإتيان على معالمه كما وقع ذلك بين الأقدمين من يهود ونصارى.وإذا كان هناك من رفض العمل مع الله أو عمل معه على غير ما شرّع أو عجز عن القيام بحمل الأمانة التي وكلت إليه، فإن أهل القرآن وخاصته – وهم أهل الله- لن يقعوا في أخطاء من سبق الأمة التي تصبغ باطنها بالتقوى وتملأ أرجاءها بالعدل، وتحد مطالبها ومآربها بحقائق الدار الآخرة وهي هي التي يصح أن تنسب نفسها إلى الله وهي الأمة أو الطائفة المنصورة من هذه الأمة " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" " أن مثل أمتي مثل الغيث لا يدري آخره خير أم أوله... كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدي وسطها والمسيح آخرها ولكن بين ذلك فيج أعوج ليسوا مني ولا أنا منهم" بشر الأمة بالسناء والنصر والتمكين"ولو أن حضارة أفلحت في جعل هذه الأرض قصوراً تجري من تحتها الأنهار ثم بقى سكانها لا يحترمون ربهم الموجد ولا يستعدون للقائه، ولا يسبحون بحمده ولا يخضعون لعليائه ومجده، ما ساوت هذه الحضارة قلامة ظفر.المسلمون مكلفون بأمرين:الأول : تبليغ أصول التوحيد وحقائق الدين ، والثاني : حماية هذه الأصول والحقائق من التحريف والتشويه.قد جاء قبل محمد صلى الله عليه وسلم نبيون كثيرون جاهدوا كي يبقى الحق ناصعاً والتوحيد لا لبس فيه وتبقى طريقه قويمة والأمة المسلمة لن تفلت من قانون العقاب، الذي حل بمن سبق ممن غير وبدل لأن الله لا يحابي أحداً ومن هنا فإن كرامة الأمة المسلمة مرهونة برسالتها وستبقى بعون الله ما بقيت مخلصة له تسبح باسمه الأعلى وتمرغ جبهتها وتتحرى رضاه فيما تفعل وتترك.وقد بين القرآن الكريم مهمة محمد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بين الناس في ثلاثة عناصر هي :(كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) فمهمته تلاوة الوحي النازل عليه وهو ركيزة رسالته وأساسها الفذ (كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.)ثم تزكية النفوس وإصلاحها وتهذيب طباعها وشد الإنسان إلى من رفع السماء وبسط الأرض ثم إزالة الجهل أو العمى العقلي وتنوير الذهن بما يفتقر إليه من هدايات في عالم الغيب والشهادة.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين