20 سبتمبر 2025

تسجيل

هل من سائل ؟

10 يوليو 2014

إن النفس الإنسانية إذا تقطعت أواصرها وانفرط نظامها الذي يتسق شؤونها أصبحت بلا مشاعر فكان حاملها الذي هي بين جنبيه(من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) قد أصبحت أفكاره وخواطره كحبات منفرطه سائبة لاخير فيها ولا حركه لها . تفقد نفسك في الثلث الأخير من الليل – قبل طلوع الفجر- على أن تستعد لذلك بقلة الطعام والعزم على القيام فان سفر الليل لا يطيقه إلا مضمر المجاعة. تجتمع جنود الكسل على المبطون فتزين له النوم وتزخرف طيب الفراش وفي الشتاء تخوفه برد الماء، فإذا سمعت أذن(هل من سائل فأعطيه ) قام أولو الحزم والعزم ففرشوا الخدود على طريق الجنة كأن النوم حلف على جفا أجفانهم، كانت امرأة حبيب العجمي توقظ زوجها لقيام الليل وتقول: يا أبا محمد قم فإن ركب الصالحين قد سار فيقومان من الليل وأمثال هؤلاء خير الأزواج كما جاء في الحديث "يوقظها وتوقظه فإن أبى أحدهما القيام نضح الآخر في وجهه الماء. تفقد نفسك في الثلث الأخير من الليل (إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلا) وفي الحديث الصحيح إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وإن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" أي (حتى إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم) ، لذلك لا تقبل توبة من أشرف على الهلاك المحقق كالغرق كما أخبر الله عن فرعون حيث قال فيما أخبر المولى عز وجل عنه قال(آمنت أنه لا إله إلا الله الذي آمنت به بنو إسرائيل .آلآن وقد عصيت قبل...) قد أوضح الإسلام أن الإنسان وحده مسؤول عما تجنيه يداه(كل أمرىء بما كسب رهين) لا ينفعه والد ولا ولد ولا يحمل أوزاره شيخ أو مسؤول، فهو الذي يطهر نفسه من الذنوب، وهو الذي يركسها في الموبقات وهو الذي يصنع مستقبله بيده فإذا زاغ فكر إنسان ولوثته الخطايا فلن يصلحه بشر كائناً من كان ولو اعتذر عنه أهل الأرض جميعا (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) (كل نفس بما كسبت رهينة) وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين