16 سبتمبر 2025
تسجيلما من شك أن تعاطي الحكومة الأمريكية مع ما يحدث من دمار وفوضى سياسية لا حدود لها في سوريا والعراق يؤكد أن هذا هو ما تريده أن يكون في المنطقة بأكملها والتي يرون بأنها مصدر رئيسي للإرهاب المتزايد في العالم وأنه ما من حلٍ يقيها شر ما في عقول الإرهابيين إلا انشغالهم بالتقاتل بين أنفسهم وأبناء عرقهم ودينهم ، بينما تتبع الولايات المتحدة في تناولها لهذه الفوضى باتباع عقيدة " التقية " التي يعتنقها أتباع الطائفة الشيعية ضد أبناء السنة والجماعة وإيهام هذه الدول بأنها متعاطفة معهم وتقف في صفهم ضد كل أوجه الإرهاب والتطرف بينما هم في الحقيقة عدو لدود يضمر لها الكراهية والشر!! ولعل الحقائق على الأرض تؤكد أن من مصلحة أميركا أن يطول أمد الصراع في سوريا وأن تشتعل العراق من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها حتى يصبح هاجس تفكيك الدول أمراً محسوماً وواقعاً تتقبله جميع الأطراف والكتل السياسية في العراق لإطفاء نار الحرب التي أشعلها تعنت وطائفية المالكي حتى تكون هناك دولة شيعية تنضم بعدها إلى عمقها الديني إيران ودولة سنية وثالثة كردية.ما يهم الولايات المتحدة ألا تتوقف مصالحها في المنطقة ، وهذا الأمر لا يتأتى وفق رؤيتها الإستراتيجية إلا بإشعال نار الفتنة بين دولها وتغيير منطقها السياسي الذي كانت تتبعه سابقاً من خلال تحالف سري وغير معلن مع إيران وإيهام العالم بأن أميركا تقف ضد سياسات إيران المتطرفة في العالم ومن خلال عمل حظر اقتصادي " غير جاد " على الصادرات الإيرانية التي أُفرج عن جزء كبير من مواردها قبل أشهر قليلة بعد أن نالت رضا أميركا في ادعائهم بأنهم يتجاوبون مع الحد من امتلاك إيران للطاقة النووية !ولا جرم أن الغموض الذي يكتنف ظهور تنظيم داعش وتوسعها بهذه السرعة وتأثيرها السلبي على الثورة السورية يؤكد أن هذا التنظيم المدعوم بالمال والعتاد العسكري الضخم يقف وراءه قوىً خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة والقضاء على أي ثورة من شأنها أن تشكل خطراً على عملائها ومصالحها في المنطقة ، وأنا في رأيي أننا أمام تحالف أمريكي إيراني له اليد الطولى في دعم هذا التنظيم المتطرف الذي في اعتقادي أنه مرسوم له خطة تحاك منذ زمن ، والمعطيات على الأرض تقول أن هذا التقدم السريع لداعش وتركيزه على تأمين الحدود مفاده بأنهم يهدفون إلى السعي لتغيير الخارطة السياسية للمنطقة لإقامة دولتهم المزعومة في العراق والشام ومن ثم التوجه إلى الجزيرة العربية لخلق الفوضى العارمة التي رسمتها لهم هذه القوى الخارجية !!وما يجعل العاقل يستغرب كثيراً مما يحدث من تطورات على الأرض في العراق أنه من الواضح أن هناك إتفاقا أمريكيا إيرانيا على مجابهة الثورة العراقية المشروعة باستثناء داعش لأن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أن تبقى المنطقة متوترة ومن مصلحتها أيضاً ألا يكون للملايين من العراقيين السنة أي سلطة لأنهم في اعتقادهم بأنهم إمتداد للإرهاب في المنطقة والنابع من وجهة نظرهم من معتقد الطائفة السنية ولا بد من تقليل نفوذهم وهذا لن يحدث إلا بصراع طائفي يطول أمده ويكبح من خلاله جماح الإرهاب ويحد من خطورته على المصالح الغربية !! فاصلة أخيرةأعجبني قول أحدهم في وصف الأمة وغزة تقصف بدم بارد بأن " من ظن أن غزة تنزف فليراجع نفسه ، إنما تتبرع غزة بدمائها لأمة باتت بلا دم !! "حسبنا الله ونعم الوكيل