18 سبتمبر 2025
تسجيل"شارد" لندن.. أقوى مشروع استثماري قطري في قلب أوروبا الغربية، ويعتبر نقلة نوعية في الاستثمارات الخارجية التي نجحت في اقتناص الفرص الذكية والواعدة من عقارات ومنشآت عملاقة في أنحاء العالم، وبالتالي بناء قاعدة تجارية تنطلق من الغرب، ولتحقيق مكانة إستراتيجية لتلك الاستثمارات. يؤكد خبراء أنّ الاستثمارات القطرية في الخارج تتصف بالنوعية والذكاء التجاري، وهي تسعى لبناء صناعة حديثة في ابتكار موارد جديدة ذات عوائد مضمونة. فالبرج "شارد" والمنطقة المحيطة به تمّ بناؤه بتكلفة "1،5"مليار جنية إسترليني ليطل من قلب لندن على القارة الأوروبية، ويرتفع إلى "75" طابقاً وتمتلك قطر فيه "95%" من أسهمه، بهدف خلق مركز عالمي للتجارة في مجالات السياحة والإدارة والفندقة والصناعة والتمويل، وهو مجال يتعدى من كونه معلماً سياحياً يطل على نهر التايمز إلى مناخ جيد للشراكات في مجالات المال والاقتصاد، كما ترى "كابيتال كيو إن بي" أنّ الهدف من البرج هو خلق بدائل استثمارية للنفط وتحقيقاً لرؤية الدولة 2030، ومن هنا كان التمويل وتطوير المشروع بمثابة قفزة للاستثمارات الطموحة. ويتميز "شارد" بموقع سياحي أخاذ وتحيط به منطقة كثيرة الأعمال، ويشتمل على مكاتب تجارية وفندق ومطاعم، من الصفقات الناجحة أيضاً شراء ثكنات تشيلسي، وسلسلة متاجر هارودز، والقرية الأولمبية، وامتلاكها الحصة الأكبر في أسهم بنك باركليز قدرها "7،1%"، و "20%" من بورصة لندن، ومجموعة مباني "وان هايد بارك"، ومبنى "بارك هاوس"، واستثمارها "685" مليون دولار لدمج مصرفين متعثرين في اليونان. ومن المؤكد أنّ "شارد" لندن سيفتح المجال أمام دول أوروبا للدخول مع قطر في شراكات تجارية وصناعية وسياحية مثمرة، وسيدعم العلاقات التجارية بين الدول، ولعل أبرزها سلسلة الفنادق الفرنسية الشهيرة التي اشترتها الدولة، وإسبانيا وألمانيا واليونان وعدد من الدول العربية، وهذا سيشجع كذلك على فتح منافذ أكثر عمقاً مع الأقطاب الاقتصادية، وهي تدرس فتح منافذ نوعية في أسواق آسيا والصين باعتبارها الوجهة الأبرز في اقتصاد اليوم. وتشير تقارير دولية إلى أنّ الاستثمارات القطرية اقتنصت فرصاً واعدة لشراء مبان ٍ أو متاجر شهيرة والحصول على حصص مميزة في بنوك عالمية، فقد أنفقت قطر القابضة الذراع الاستثمارية لهيئة الاستثمارات القطرية أكثر من "13"مليار جنيه إسترليني في السنوات الأخيرة.. وهذا يدلل على نجاح المسار الاستثماري. وأستشهد هنا بكلمة معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية لدى افتتاحه "شارد" أنّ المشروع استثمار طويل المدى لقطر، وسيخدم القطاعات السياحية والتجارية بين البلدين، وسيفتح أبواب مبتكرة لاستثماراتنا المحلية. وقد تصدرت المملكة المتحدة قائمة الدول المستثمرة في الدوحة وفق بيان لجهاز الإحصاء في 2009 وأنّ الاستثمارات بلغت "171،4"مليار ريال، كما أشارت نتائج مسح الاستثمار الأجنبي في الدولة إلى أنها اقتنصت فرص التنوع في الأنشطة الواعدة هي البنية التحتية والطرق والاتصالات والخدمات، وبلغت قيمة الاستثمارات في القطاع الخاص بالخارج "38،9"مليار ريال في 2009، كما بلغت تدفقات استثمارات القطاع الخاص إلى الخارج "11،7"مليار ريال، وتقدر أرباح صندوق قطر الاستثماري في 2001 "103"مليارات دولار. ويؤكد تقرير ل"الأونكتاد" أنّ استثمارات جهاز قطر في الخارج لم تتعرض لخسائر الهزات المالية التي تعصف بأوروبا الآن، وأنّ فتح أسواق في القارات يشجع رجال الأعمال على تحقيق معدلات نمو مرتفعة. محلياً.. هيأت الدولة الفرص لتحفيز رجال الأعمال القطريين على الاستثمارات سواء محلياً أو خارجياً ومن أبرز المقومات الاستقرار والنمو الاجتماعي، وتوفير جملة من عوامل الإنتاج التي تقدم مزايا نسبية للصناعات ذات الاستهلاك الكبير للطاقة حيث يتوفر لدى الدولة أكبر حقل منفرد للغاز بما يمثل ثقلا اقتصاديا للدولة. كما حظيت البنية الأساسية من طرق ومرافق وموانئ ووسائل اتصال بنصيب وافر من أولويات الدولة في إطار سياستها لتحقيق عملية التنويع الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع مصادر الدخل.