22 ديسمبر 2025
تسجيل(تسقط الماكرونية) بهذه العبارة الغاضبة وجه أحد المواطنين الفرنسيين صفعة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان مهرولا بسعادة لحشد من الناس وقفوا لتحيته في جنوب شرقي فرنسا ليباغته مواطن غاضب بصفعة على خده مما دفع الحرس الخاص بماكرون إلى اعتقال المهاجم والبدء في تحقيق سريع لإظهار دوافعه التي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تكون مبررة على حد قول ماكرون نفسه الذي أيد مظاهر الديمقراطية في بلاده وأن حرية الرأي مكفولة لدى الجميع لكن دون عنف أو مشاعر اضطهاد كالتي قوبل بها من أحد مواطنيه الذي لم ينس وهو يعقد النية لمهاجمة ماكرون أن يتبعها بعبارة (تسقط الماكرونية) في دليل واضح على أن الرئيس الفرنسي نفسه يواجه أيضا من يكرهه ولا يريده أن يبقى رئيسا وسبق وأن استمرت احتجاجات أصحاب السترات الصفراء لفترة طويلة من الزمن احتجاجا على استمرار ماكرون بسياسة وصفها المحتجون على أنها ديكتاتورية وغير إصلاحية ولا تنم عن روح فرنسا التي افتقدها المتظاهرون من وجهة نظرهم ولكن وتعلمون كم يمثل حرف الاستدراك فارقا في تكشف الحقيقة لماذا يلقى ماكرون بصورة شبه دائمة هذه المشاعر المتصاعدة ضده؟! ومن كان المتسبب الأول في مشاعر الكراهية المتنامية في فرنسا؟! وهل كان يمكن أن يصرح ماكرون بنفس تصريحاته المهادنة إذا ما كان المهاجم عربيا مسلما؟! وألا يتحمل ماكرون المسؤولية قليلا عن مشاعر الكراهية المتصاعدة في بلاده بعد تقييد حريات المسلمين المقيمين في فرنسا؟! في نظري أن على الرئيس الفرنسي أن يراجع نفسه في سياسته الموجهة بالمقام الأول ضد المسلمين لا سيما في منع كل مظاهر العائلة المسلمة سواء في اللبس أو حتى الاحتفال بالمناسبات الإسلامية الدينية ولو كان متفتحا كما يروج لنفسه لأتاح للمسلمين في بلاده أن يمارسوا شعائرهم الدينية بكل حرية كما يفعل مع باقي الأديان والمذاهب ولما ساعد في نمو ظاهرة (الإسلام فوبيا) ليس في فرنسا فحسب ولكن في أوروبا عموما ساهمت سياسة ماكرون في تغذيتها بصورة صارخة وواضحة لا سيما بعد الاعتداءات المتكررة على العائلات المسلمة وشعورها بأنها فئة مضطهدة في بلد من المفترض أن يكون بلد الحريات كما تعلن فرنسا عن نفسها ويروج ماكرون لها. أعتقد بأن ماكرون بحاجة اليوم لمراجعة نفسه ومراجعة سياسته ليس ضد المسلمين فقط وإنما مع شعبه أيضا الذي بدأ منهم من يتطبع بهذه السياسة ويتعرض للعائلات والأفراد من الفئة المسلمة إما بهجوم مباشر أو إيماءات غير مباشرة في المتنزهات والحافلات بل إن بعضهم بات يتعرض بالإساءة المباشرة ضد جيرانه المسلمين في كراهية معلنة كانت سياسة ماكرون سببا جوهريا وأوليا لها وهو الذي يتعرض شخصيا لبعض هذه المشاعر الكارهة له ولم تكن حادثة صفعه الأخيرة هي المناسبة الوحيدة التي يتعرض لها الرئيس الفرنسي لمحاولة هجوم والتعبير عن مشاعر الكره ونبذه بل إن هناك من الحوادث السابقة ما تؤكد مقولة إن بأيديكم تنالون قدرا من الأفعال التي كنتم سببا لها وقد يتطور الأمر إلى ما هو أكبر إذا ما تدارك ماكرون وأصلح بعض جوانب سياسته التي سوف تنقلب يوما عليه وربما تكون هذه الصفعة لتوقظ زاوية مهملة من قبله في سياسته التي يجب أن تتمتع بمساحة كبيرة من الديمقراطية التي تشمل الجميع ما عدا المسلمين للأسف!. @[email protected] @ebtesam777