16 سبتمبر 2025

تسجيل

سيادة النزاهة والشفافية

10 يونيو 2021

* الصراع على الدنيا وزينتها وبريقها، والانشغال بتجميع الثروات، والانشغال بالناس وسيرهم، والبحث في سجلات وتاريخ، الانشغال بهذه الدنيا يظل هاجساً والشغل الشاغل لعدد من الناس الذين قد ينسون ملامحهم من شدة انشغالهم وهرولتهم وطمعهم لا يتوقف!، وقد ينسون كرامتهم كبني آدم كرم بكمية ما يطمعون إليه. * عندما يظن الإنسان أنه مخلد في هذه الدنيا، أو يظن أنه الفائز والعبقري، والمميز والناجح، والقائد والإداري الفذ والأحق بالمناصب والأحق بالامتيازات التي لم تصل إليه بعد وفاة والديه أو إرث كان من نصيبه، وإنما هذه الامتيازات التي يتمسك ويتحكم بها من ثروة الدولة وثروة الأجيال القادمة، الذين قد يحرمون من عوائد النفط والغاز، ويحرمون من استحقاقات، والسبب ما يظهر على السطح من فساد إداري ومالي وأخلاقي بصور وأشكال مخيفة، فساد مالي وإداري يظنون أنهم ورثوه عن آبائهم ويحق لهم فيه كل الامتيازات والنعيم!. * بني آدم لا يتعظ ويتعلم الدرس جيداً؛ إلا إذا جاءت إليه هذه الحياة بصفعة توقظه من سبات النعيم الذي ينعم به، أو صدمة تنبهه لأصل خلقه ووجوده، أو أشكال من الابتلاءات تعلمه درساً لا يمكن له نسيانه بأن الصحة والعافية أهم رزق. * وإن راحة البال والنوم على وسادة ناعمة أو وسادة خشنة دون هموم ومنغصات، ودون ألم ووجع نعمة عظيمة، نعمة عظيمة راحة البال بأن يستيقظ ويتحرك الإنسان دون دعوات بشر تطوله وتصيب سهامه في جوف الليل.. سهام الليل لا تخطئ أبداً؛ تصل وتصيب بأشكال الإصابة واستجابة الدعاء.. ومن يفقد البركة والخير في ذريته وأهل بيته. * النفس أمارة بالسوء، والشيطان لا يترك الإنسان بأشكال الحضور والوسواس من خلال شياطين الإنس والجن، وتدبير خطواتهم التي للأسف يتبعها أصحاب النفوس الضعيفة، والنفوس الجشعة التي لا تضع حداً ولا منعاً ولا ردعاً ولا تسمع لنصيحة، ولا يهمها أن تحيط نفسها بالبطانة والصحبة الصالحة التي تمنعهم من الفساد، وتمنعهم من الظلم واستمراره، يمنعون ويصدون كل من يقدم لهم المشورة والنصيحة، ظناً أن ذلك حاسد وطامع ولا يعلمون أن وجود لسان الحق والصدق معهم نعمة عظيمة. * غياب الشفافية والنزاهة يشجع الفساد واستمرار الظلم، فغياب الحوكمة والإدارة الرشيدة والعدل والأمانة التي أساس خلافة الإنسان على هذه الأرض.. قال الله تعالى في سورة الأحزاب: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب:72 * آخر جرة قلم: سيادة الشفافية والنزاهة، والعدل والأمانة، وأن يوكل العمل لأهله، ووجود الإدارة الأمينة، والقيادة الرشيدة والحكيمة التي تحرص على المؤسسة والوزارة والمنظمة بأنها حق الدولة، والعمل لأجل الوطن والشعوب، القيادة التي ترى وتعلم الحق والصواب وتتبعه بحكمة، وتبعد الظلم والفساد وفئة المنتفعين والنمامين والمتسلقين من فرض سطوتهم ومن الوصول والسيطرة على خطط وقرارات لأجل مصالحهم..! مصلحة الوطن ومصلحة الأجيال القادمة، وسيادة لغة العدالة والقانون، تبدأ في نواة المجتمع الأسرة بصلاحها ليمتد ويزرع نباتا صالحا بثمار صالحة.. تغذي شريان الوطن وتقويه، وترفع الدولة وتجعلها تتقدم وتضاهي الدول المتقدمة في ثروتها الحقيقية بصلاح الشعوب وقدراته لبناء الوطن. [email protected] ‏@salwaalmulla