11 سبتمبر 2025
تسجيلمقال رمال متحركة الأربعاء 10/5/2020 [email protected] - بعد المؤتمر الصحفي الأخير والذي عقدته سعادة المتحدث الرسمي للجنة إدارة الأزمات السيدة لولوة الخاطر ، والدكتور عبداللطيف الخال الرئيس المشارك للجنة الوطنية المتأهب للأوبئة ورئيس قسم الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية ، والسيد صالح الخليفي وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة في وزارة التجارة والصناعة ، حول آخر مستجدات فيروس كورونا ، والبدء في تنفيذ خطة الرفع التدريجي للقيود المفروضة بسبب جائحة كورونا في دولتنا العزيزة قطر ، فإنه يجب القول إن دور الدولة في الحد من تفشي هذا الفيروس قد بدأ ينتهي أيضا تدريجيا ، وبدأ دور الأفراد وجهات العمل والمجتمع من النقطة التي وصل لها دور وجهود الدولة ، التي قامت بأعمال جبارة ولا تزال تقوم بها لوقف هذه الجائحة التي ألمت بالبلاد والعباد وبالعالم أجمع ، ورغم أننا مازلنا نشهد يوميا أعدادا متزايدة في الإصابات والوفيات وحالات التعافي أيضا ، فإن الحياة لا يجب أن تتوقف وفق هذه المعطيات اليومية ، التي سيأتي يوم وسنشهد انخفاضا فيه في عدد الإصابات وسيتوقف عداد الوفيات ويصبح مجملهما صفرا بإذن الله ، وفي المقابل سيكون الجميع قد تشافى وينحسر هذا الوباء عنا بحول الله وقوته ، ولكن على ماذا يعتمد كل هذا ؟! ، وبأي طريقة ستنفذ فيه المراحل الأربع التي أعلنها المؤتمر الصحفي المنعقد يوم الإثنين الماضي ؟! ، هذه المراحل التي جاءت حسب الآتي : المرحلة الأولى في 15 يونيو 2020 المرحلة الثانية في 1 يوليو 2020 المرحلة الثالثة في 1 أغسطس 2020 المرحلة الرابعة في 1 سبتمبر 2020 تعتمد علينا نحن فقط ، على استعدادنا لاسترداد حياتنا القديمة والمعتادة ، وإذا لم نكن بقدر هذه المسؤولية تجاه أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا ومن يعيش فيه ، فإنه يمكن أن نعود إلى خط بداية هذا الوباء لا سمح الله ، وحينها سنفقد كل هذه الآمال المعلقة اليوم لتنفيذ هذه المراحل الأربع ، التي يمكن أن تنهار وتنهار معها المنظومة الصحية لا سمح الله ، فرفع القيود لا يعني أننا تخلصنا فعليا من الوباء ، ورفع القيود لا يعني أننا سنعود لحياتنا المعتادة السابقة بكل أريحية وحرية ، ورفع القيود أيضا لا يعني الإهمال بالاحترازات ووسائل الوقاية من الفيروس ، ورفع القيود لا يعني أن نتجمع بالعشرات دون أن نهتم بطرق الوقاية التي اعتدنا عليها ونحن نعيش ذروة الفيروس بيننا ، ورفع القيود لا يعني الفوضى بالخروج غير المبرر والتقليل من الاحتراز ، رفع القيود لا يعني المصافحة والتقبيل والاقتراب وتهميش كل هذه المحظورات ورميها في قمامة الاستهتار ، فرفع القيود هو تجنب كل هذا والتمسك بالثقافة الصحية التي تعلمناها خلال انتشار هذه الجائحة في مجتمعنا ، ولنحاول أن نكون على قدر الثقة التي أُعطيت لنا في المحافظة على سياسة التباعد الاجتماعي ، وأن نعلم ونتيقن أن هذا الوباء لم يظهر له دواء حتى هذه اللحظة ، وإنما نعيش فترة انحسار قد تنقلب إلى جائحة إذا لم نتقيد بالتعليمات ولم نحافظ على سياسة الاحتراز والوقاية ، ولنكن مقدرين لما تفعله الحكومة والجهات الرسمية فيه وتقدمه من وقت وجهد ومال في سبيل عدم إصابتنا بالفيروس ، والجهود الجبارة التي يقوم بها قطاع الصحة في معالجة المصابين وحجرهم وعزلهم ، بالصورة التي تضمن لهم خروجا آمنا وسالما لأنفسهم ومن حولهم بمشيئة الله ، لذا تذكروا أن الدور بات معظمه علينا ، فإما تقدم للأمام والعودة التدريجية لمظاهر الحياة ، أو تقهقر رجعي للخلف يعيدنا لنقطة الصفر ، فماذا تختارون ؟! . [email protected] @ebtesam777