14 سبتمبر 2025
تسجيلسؤال وإن أردتم الإجابة عليه فسأكون شاكرة لكم ! لم لا تزال ثورتا الجزائر والسودان في الشوارع رغم سقوط كل من بوتفليقة والبشير ؟! أعلم جيدا أن الرئيسين الجزائري المجبر على الاستقالة والذي تمت تنحيته في الواقع والسوداني المنقلب عليه وهما في الأصل باتا مخلوعين شعبيا كانا يراسان حكومتين تتضمن بطانات سيئة تبحث في الغالب عن مصالحها ولذا استمر بوتفليقة حاكما ( صوريا ) لمدة تزيد على خمس سنوات لبلد عظيم مترامي الأطراف مثل الجزائر رغم أنه أساسا لم يكن (صالحا للحكم) منذ عام 2013 بعد أن أصابته جلطات متعددة خرج منها حيا لكن الله لم يكتب له أن يخرج منها متعافيا بالصورة التي تمكنه من الحكم بالصورة التي يجب خصوصا وأن الجزائر كانت تمر بأزمات داخلية وتحتاج لم يقوم بدورها الاستراتيجي سواء بدورها في أفريقيا باعتبارها دولة إفريقية كبرى أو داخل المنظومة العربية الواحدة التي تمثل الجزائر أحد أركانها المهمة فيها ولكن هذه ( البطانة ) التي تحيط ببوتفليقة كان يهمها أن يبقى وإن كان لا (يهش في السلطة ولا ينش) ولكن لأن مصالحها تقوم على استمراره حاكما كان لابد أن يستمر ويتولى من ينوبه سرا مقاليد الحكم وإرسال ممثلين رسميين عنه في الاجتماعات والمؤتمرات الرسمية الكبرى المختلفة والتي تتطلب تواجد الرئيس فيها أو من يمثله، ولذا فبعد أن تم إجباره على التنحي رغم الاقتراحات التي قدمها وكانت من شقين لا أظن أن أبوتفليقة كان ذكيا ليصيغها بالطريقة التي خرجت ولم تمر على الشعب مرور الكرام حيث جاء الاقتراح باسمه وهو تعهده الكامل بأنه لن يترشح لولاية رئاسية رابعة بعد انتهاء مدة رئاسته الثالثة الحالية لكنه في نفس الوقت سيؤجل انتخابات الرئاسة الرابعة على أن يتولى مجلس انتقالي الحكم لحين توفر الظروف والإمكانيات اللازمة التي تسمح بإقامة انتخابات رئاسية جديدة تسمح بانتخاب رئيس جديد للبلاد ! وعليه ضاعف الشعب من ثورته وخروجه للشارع متيقنا أن هذه الاقتراحات لا يمكن أن يكون صاحبها سوى من يهمه فعلا أن يبقى بوتفليقة في الحكم وأن يحقق مصالحه من بقاء هذا الرجل رئيسا رسميا على البلاد حتى ولو كان شكلا باهتا يقضي معظمه إما في غيبوبة طويلة أو نقاهة أطول، وبالفعل نجح هذا الشعب في تنحية الرجل وأجبروه على الاستقالة التي لا يأتي بعد ملاحقة قضائية استبقها بوتفليقة ببيان رسمي يستعطف الشعب ويطلب منه أن يسامحوه على سيئاته غير المقصودة في حقهم ليتولى بعدها أحد قادة أركان الجيش الجزائري مقاليد المجلس الحاكم ويطلب من المتظاهرين أن يتكاتفوا مع الجيش لإدارة البلاد حتى موعد تسليم الحكم بانتخابات رئاسية نزيهة يختار الشعب فيها من يحكمهم، ولكن ورغم نجاح الثوار في رفض الشق الأول من الاقتراح الذي صدر باسم بوتفليقة في عدم السماح له بإنهاء مدة رئاسته الثالثة إلا أن الشق الثاني بتأجيل انتخابات الرئاسة والتي كان مقررا لها في إبريل الفائت لازال ماضيا في نجاحه ولم يستطع المتظاهرون ثنيه وإقامة الانتخابات في موعدها المقرر؛ ومضى ثوار الجزائر في ثورتهم حتى في ظهيرة رمضان الحارة في مرابطة وترابط عجيبين لرفض الجيش حاكما وحتى تنفيذ مطالبهم !. في الجهة الجنوبية من إفريقيا كان بلد عربي آخر يحذو حذو الجزائر وهو السودان لكن رغم مثالية ثورة شعب الجزائر ورحمة الجيش والأمن في عدم إراقة دم مواطن جزائري إلا أن الأمن السوداني كان أشد بشاعة وشناعة فسقط شهداء السودان تباعا حتى أعلن المتظاهرون اعتصامهم الذي أعقب إسقاط البشير والقبض عليه وتولي وزير دفاعه الحكم الذي لم يبق فيه سوى يومين خرج بعدها معلنا تنحيه لكن هذا الجيش أبى إلا أن يبقى أتباعه في مجلس حكم انتقالي لمدة عامين كاملين فتولى أحد هؤلاء الحكم ممن ظن الجيش أنه سيكون مقبولا لدى الشعب ولكن عبدالفتاح برهان والذي استهل أولى زياراته لكل من الإمارات ومصر وهما مهندسا الانقلابات العربية والمصرية لم يلق ذاك الترحيب المنتظر من الشعب الذي قابله باستهجان كبير أدى بهم إلى عمل اعتصام توافد إلى ساحته سائر المتظاهرين من كل بقاع البلاد ولكن محمد حمدان دقلو أو كما يطلق عليه (حميدتي) وهو قائد قوات الدعم السريع كان قائد المجزرة التي فضت الاعتصام وأزهقت أرواحا بريئة حتى وصل بالمتظاهرين لأن ينفذوا إضرابا شاملا سيستمر حتى تحقق مطالبهم في حكومة مدنية وأن يتوجه الجيش إلى ثكناته ومقراته الطبيعية ولكن هل سيتوقف الدم السوداني ؟! لا فالمجرم لا يرتاح إلا بمزيد من الدماء لكنه لا يعلم أن الشعب تزيده دماء أبنائه همة لا غُمة وعزما لا تراجعا والأيام بيننا والنصر لشعب السودان بإذن الله. ◄ فاصلة أخيرة: دعاؤنا دائما وأبدا أن يحفظ الله وطننا العربي الممتد لا سيما فلسطين اليمن قطر سوريا الجزائر العراق ليبيا والسودان.. آخ لقد هرمنا !. [email protected]