23 سبتمبر 2025

تسجيل

الخيانة..حين تتجاوز .. حدودها

10 يونيو 2018

حين نكتب عن القدس الشريف وبالأخص المسجد الأقصى مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ونكررّ الكتابة  هذا واجبنا تجاه مكوّن دينيّ ، لابد من الدفاع عنه ولو بالكلمة ، ونستشعر بالحرقة ، وأيدينا مكتوفة فلا نمتلك الرفض للممارسات الصهيونية الوقحة ، ولا نمتلك القرار لمواجهة الخيانات العربية المزرية في زمن الصمت العربي  ، فرائحة الخيانة العربية نُفثت سمومها علناً لتؤّكد لنا ووفق بعض توجهات الحكومات والممالك العربية حول تفعيل منظومة التطبيع  ، فميزان المصلحة مع الكيان الصهيوني يرتفع مؤشره مقارنة مع حماية الأقصى الشريف الذي ذكر النبي بأنه واحد من المساجد التي يُشّدّ الرحال إليه إلى جانب المسجد الحرام والمسجد النبوي ، فأيّ رحال تشّد إلى المسجد الأقصى  الآن  وهناك من خلع العباءة الإسلامية  من منظومته ، ورماها بين أحضان العلمانية بداعي الانفتاح !!  وأي انتصار على الصهيونية سيتحقق والاستيطان الإسرائيلي يتسع مداه !! فهذه الإمارات ترتكب جريمة ليس بحق الشعب الفلسطيني و بحق الأمة الإسلامية فحسب ، إنما بحق الله ورسوله والمؤمنين بشرائها منازل القدس لصالح الاستيطان عن طريق وكلاء وبإغراءات ماليّة تقدر بالملايين  للمقدسيين وتسريبها لهم  مقابل التنازل عن أملاكهم ،بهدف تهويد محيط الأقصى كخطوة لتهويد المسجد الأقصى المبارك ، هذا التصرف يعيد للأذهان دور   أبوظبي في شراء بيوت وتفويتها لمؤسسات استيطانية في منطقة سلوان ووادي حلوة في القدس المحتلة عام 2014 كما ذكر نائب رئيس الحركة الإسلامية .  ….   إن تمكّن الاستيطان اليهودي وتعزيز امتداده كان مرفوضا في أجندة الدول العربية والإسلامية حين كانت تلك الدول  كالجسد الواحد ، وحين تحرّكهم الحميّة والغيرة على المقدسات والمشاعر الدينية ، بل كانت شوارعها تعج بالمظاهرات والاحتجاجات استنكاراً ورفضاً ، ففي عام 1948 م حين تم الإعلان عن دولة إسرائيل في 26يوليه ، بعدها بأيام أعلنت حكومات الدول العربية والإسلامية الحرب على العصابات الصهيونية ، يقتضيه الاستشعار بملكية القدس للمسلمين ومن الواجب مقاومة الاحتلال والتهويد وتحرير القدس من براثن الصهيونية التزاما بقوله في سورة التوبة  : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التوبة: 38، 39]. وها نحن نعيش واقعاً من اليأس والألم نتيجة التهاون في الدفاع عن مقدساتنا الإسلامية ، وفقدان قيمنا ومبادئنا الدينية ، إزاء مواقفنا السلبية تجاه ما يحدث في القدس ، وبيع ضمائرنا من أجل دنيا زائلة ومصالح مؤقتة ، فالصراعات السياسية.بين الدول العربية والإسلامية لم تنته ، ولن تنتهي،، مادامت الخيانات سارية في مفعولها ، ، ومادامت بعض الحكومات والأنظمة تُسيّر دفتها  وفق مصلحتها ، ، ومادام التسابق للتسلح وامتلاكها وتخزينها قائماً،   نحن نعيش واقعاً يحدّثنا عن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وبمبادرات حكومات عربية ونحن صامتون دون استنكار واستنفار اللهم إلا غضب بعض الشعوب الرافضة ، ، واقع نرى فيه تساقط الآلاف من الشهداء والجرحى برصاص الاحتلال يومياً ونحن صامتون ، ومليونية القدس يوم الجمعة  بتاريخ 8 يونيو في قطاع غزة نموذج  دون استنكار ،، واقع يؤكد لنا أن الكيان الإسرائيلي يتأهب لحرب محتملة ، ، وواقع يؤكّد لنا العلاقة الحميمية القائمة بين إسرائيل وحليفتها أمريكا والخدمات المتبادلة والمصالح المشتركة بينهما ، ونحن غافلون ،، واقع يفضح أمامنا تبعية أغلب الدول العربية لأمريكا التي تعمل عَلى تغذية وخدمة مصالحها الامبريالية الأمريكية ، والصهيونية العالمية للمحافظة على أنظمتهم الاستبدادية  وكراسيهم ونحن متغافلون ، والأزمة الخليجية نموذج ، حتى يصدمنا واقع مرير بشراء ضمائر أهل القدس وبيوتهم الملاصقة للمسجد الأقصى بملايين الدولارات للبيت وتحويلها لصالح الاحتلال الصهيوني ، واستغلال حاجتهم للمال ،ولو أن هناك استنكاراً من قبل أحد المسؤولين والمحسوبين على إمارة أبوظبي بالرفض وتكذيب الخبر ، ومهاجمة الجزيرة ونائب رئيس الحركة الإسلامية لفضحهما مخطط الإمارات بشأن شراء العقارات إلا أنه لابد أن تكون هناك نية مبيتة لهذا التصرف خاصة أن علاقات التطبيع ، وتأييد تهويد القدس هما الحكمان الفاصلان في استبعاد منهج الإمارات في استنكار المشروع الاستيطاني حول المسجد الأقصى .وقد سبق ذلك السعي المحموم للإمارات عبر اللقاءات السياسية والاقتصادية وتنظيم الفعاليات الرياضية ،فهناك مشاركة الإمارات والبحرين في سباق دولي للدراجات الهوائية في القدس احتفالا بما يسميه العرب والمسلمون  " يوم النكبة ".  ….   أيا كانت التبريرات فإن مجّرد التفكير بمنح إسرائيل بيوتا في القدس وبالأخص حول المسجد الأقصى هو تعزيز الاستيطان كما هو تعزيز التهويد ، ويدخل في باب الخيانة لله ولرسوله  والتواطؤ مع أعداء الله ، ويعتبر نسفا علنياً للمعركة التي يواجهها المقدسيون منذ سنوات لمواجهة المخططات الصهيونية في تهويد القدس ، وتحمّل تبعاتها في وقوع الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى .  ونسف البيوت وتهجير أبنائها. وغيرها من الممارسات الصهيونية داخل الأراضي المحتلة ، والتي من واجب الحكومات العربية والإسلامية تكثيف جهودها وتسليط أسلحتها ، وأموالها في محاربة الصهيونية وحلفائها لتحرير المسجد الأقصى ووقف توجهاتهم في محاربة الإسلام ،والذي أصبح  الآن هو الهدف في الأجندة الصهيونية والأمريكية ،تحت شعار العلمانية . وليس محاربة بعضهم  البعض وبتوجهات أمريكية .