14 سبتمبر 2025

تسجيل

أخلاقيات العفو والتسامح

10 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد أعطى ديننا الإسلامي للعفو عن الآخرين معنى خاصا، وجعل له هدفا ودعا إليه وشجع عليه، وهو يتضمن التسامح والرحمة والأخوة، قال تعالى: "وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ ".وقد يتعرض كل منا في تفاعله الاجتماعي للإساءة والظلم والجهالة والإفك والبهتان من الآخرين، أو يتعرض للصد والمنع والإحباط فتتولد مشاعر التوتر والقلق، وتثير فينا ردود فعل غاضبة، وهنا يأتي دور ترك الانتقام وكظم الغيظ، والعفو عمن ظلمنا، والصفح عمن أساء إلينا، والتسامح مع من اعتدى علينا، قال تعالى: "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران 134). وهذه الأخلاقيات (العفو والصفح والتسامح) تفيد صاحبها وترفع من درجاته قبل أن تفيد من عفا عنه، وهذا ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا"، ففي العفو طمأنينة ومودة وشرف للنفس ورفعة لها عن ذل الانتقام، فالخبرة الدارجة في الحياة اليومية تثبت لنا أن ما انتقم أحد لنفسه إلا ذل.والإيمان كما وصفه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى يقوم على السماحة والحلم وترك طلب الهلاك للمخطئين والتخلي عن السعي للانتقام، لأن الإيمان ينزع من النفوس الغل والحقد ويجعلها هينة لينة رقيقة يسبق حلمها غضبها، وتغلب حكمتها انفعالاتها، وهذا ما أكده قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما خاطب صحابته رضوان الله عليهم، قال:"ألا أنبئكم بما يشرف البنيان ويرفع الدرجات؟ قالوا نعم يا رسول الله، قال: تحلم عمن جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك).