27 أكتوبر 2025

تسجيل

الاخ الاكبر

10 يونيو 2013

تسلط الأخ الأكبر موجود في مجتمعنا وتعيشه بعض البيوت سواء بفرض نفوذه أو سلطته على اخواته أو إخوانه وربما والديه، وغالبا من منطلق فرض الرأي، ولتحقيق مبدأ ولاية عهد أبيه في بيته العائلي، وهو ما يسبب خلافات أو أحقاداً في البيت الواحد، هذا الشخص الذي ابتليت به بعض الاسر تجده متسلطاً عدوانياً يطالب الجميع باحترامه فهو يلعب طوال الوقت دوراً ليس دوره كما أن رأيه يؤخذ في قضايا لايستطيع أن يحسمها ويرى أوامره وقراراته مقدسة يجب تنفيذها دون اعتراض. ثمة بيوت تعطي زمام الأمور لأكبر الأبناء بغياب الأب إما بوفاة أو انفصال أو هامشية دوره مع عائلته، وهذا ما قد يخلق أحياناً تسلطاً ودكتاتورية في تعامل هذا الأخ مع أفراد أسرته، الابن الكبير للأسف في غياب والده أو وفاته يقوم بدور الشرطي أو الرقيب على إخوانه وأخواته ولا يعطيهم مجالاً للنقاش أو الرأي وإنما يكون رأيه هو المطاع حتى ولو كان خاطئا. تفشي هذه الظاهرة للاسف خلقت انقساما بين الاخوة والاشقاء ويكون تناحر العديد منهم غالبا بسبب تقاسم الورث الذي كثيرا ما يكون الاخ الاكبر هو السبب في اشعالها وتفاقمها قد تصل خلافاتهم الى المحاكم ومراكز الامن دون حياء او احترام لتراب والدهم الذي ربما لم يترك الا القليل الا ان الطمع وسوء تقدير الاخ الاكبر يقودهم للخلافات، فنظرية الاخ الاكبر هو أسلوب للأسف أصبح عقيماً وبخاصة في وقتنا الحاضر الذي يجب أن تبنى الأخوة بين الأبناء على أساس متين من التفاهم، لأنه بسبب التسلط والتفرد بالقرار والرأي بدون أخذ الرأي الآخر تتكون فجوة بين الإخوة وربما تؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها علاقات الأخوة في الحياة الأسرية الحميمة خاصة يجب ان تعتريها روح المحبة وعندما يحاول “الأخ الأكبر" ممارسة دور المهيمن والمستفيد معاً من هذه العلاقة على حساب الآخرين فان ميزان القوى سيهتز ويصاب بالخلل، فنظام /الأخ الأكبر/ معروف منذ زمن عند الأسرة العربية، التي يأتي فيها الأخ الأكبر من بعد والده في الإشراف على البيت والعائلة، وتقع عليه مسئولية رعاية والدته، والعناية بأشقائه الأصغر سنا منه، ويتمتع بمزايا وامتيازات واسعة في حدود التقاليد العربية الموروثة . إن “الأخ الأكبر” قد لا يحتاج إلى ممارسة الهيمنة على الآخرين حتى يكتسب مكانة دولية، وللاهل دور كبير في تحقيق الوئام بين الاخوة التي يوجد بينهم مثل هذا المتسلط حيث بامكانهم بالنصيحة والتعقل ان يحققوا التقارب والثقة بين الأخوة دون أن يفرقوا بينهم ولا يشعروهم بتفضيل بعضهم على بعض كما يجب على المقربين ان لا يعطوا للأخ الاكبر زمام الأمور بالمطلق داخل الأسرة لأن ذلك يجعله يتمرد على أبويه مع الوقت بسبب تربيتهم الخاطئة له. وسلامتكم