15 سبتمبر 2025

تسجيل

مستشفى حمد "أبيض أسود"

10 يونيو 2012

• للحظة حسبت أنني اهرول بين امكنة يأتيها الناس من كل فج عميق.. فما بال مستشفى حمد انه الزحام والتدافع فى كل الاتجاهات.. اشفقت على كبار السن والعجزة بالكاد يهرولون من ممر لاخر وبين اياديهم حزم اوراق تحاليل ووصفات طبية وما بين الصيدليات وصناديق تحصيل الرسوم يهدر وقت ثمين خصما من المريض والطبيب المداوي والرسوم رغم رمزيتها تمثل ارهاقا ماديا لغير القادرين وتضيف زحاما للامكنة وفي جملتها قد لا تغطي استحقاقات المحصلين وادواتهم التشغيلية..• المرضى وكأن القدر كتب لهم فتح ارشيف البعض يحفظ اوراقه ببلاستيك خوف الاهتراء والضياع.. واخرون يبحثون عن من يقدر على فك طلاسم الوصفات وامكنة الفحص وملاقاة الاطباء لهم.. وقت مهدور لانجاز المهام الادارية والمالية قياسا بما يقضيه المريض للعلاج... ماذا لو سجل الاطباء البيانات حاسوبيا وطلبوا من المرضى مراجعة الغرفة كذا او كذا بدلا من هرولتهم بحثا عن الاجهزة التي تفحصهم ونوافذ الدفع.. وماذا لو استكملت غرف الكشف بالاجهزة الضرورية.. وقفت استرق النظر لاحد اطباء الطوارئ، كتب اكثر من نصف صفحة وعبأ ما لا يقل عن خمسة "ارانيك" فاستغرق وقتا اطول بكثير مما قضاه في فحص المرضى.• في احدى الليالي فقدت ابنتي الوعي " لاسهال واستفراغ " فشلت ادوية المركز الصحي في ايقافه.. ولم اكن في موقف لضبط عقارب وصول الاسعاف وللحقيقة حينما وجدت امامي رجلا كث الجسد اشقر الشعر حسبت ان خدمة الاسعاف وصلت لاقصى مراتب التطور وباتت تصطحب طبيبا اجنبيا كفئا ومتخصصا ضمن المسعفين..• احدهم بدأ بفحصها والسؤال عن الاعراض والعلة والاخر سجل المعلومات الثبوتية وما حسبته دكتورا من " بلاد بره " كان النقطة السوداء في جبين هذا الصرح الطبي الذي نعلم ان جهودا مقدرة تبذل لرفع كفاءته بدأ يضحك بصوت عال وكأنه يلهو باوجاع الاخرين وتجاوز حدود اللياقة حينما قطع بأنها طالما تستفرغ فانها " حامل " فرد عليه المسعف الذي استقى البيانات مني " انها عزباء " فعلق فليكن ((So What.. فقاطعه المسعف بصورة صارمة " اوقف تعليقك.. انها عزباء " وحينما فقت من صدمة إغماء ابنتي سألت عنه فعرفت ان مهمته انتهت ورجع بسيارة اخرى عادة ترافق الاسعاف!!• ما هي مهمته؟ من يحاسبه على إيذاء الاخرين؟.. وهل هناك لوائح للانضباط السلوكي ومراعاة مشاعر المستنجدين بالاسعاف والذين اصلا يحتاجون لتعامل طبي سريع وانساني مؤدب.. ان اخلاقيات المهن الطبية تحتم ألا يقرر المعالج ويجزم بأي مرض قبل ان يشخص ويحلل ويفحص سريريا..فما بال مسعف عفوا "مؤذ" يخرق الاعراف ويقر بما يعتقده هو متجاوزا معتقدات بلد مسلم له قيمه وثوابته.. وان كان ذلك "المؤذي" جاء بثقافة بلاده التي لا تميز بين المرأة العزباء المسلمة المحصنة وبين الفجور الذي تعيشه بعض المجتمعات الغربية فمن المفترض ألا يترك لامثاله الحبل على الغارب ليشوه بياض مؤسساتنا.• ان المستنجد بالاسعاف لا شك انه في اسوأ حالاته المرضية والنفسية مما يتطلب مسعفين اكفاء وعلى دراية بابسط اخلاقيات التعامل ومراعاة القيم النبيلة والعادات والتقاليد السمحة والتي من المفترض ان تحكم فرق المسعفين ومن في مقاماتهم من الكادر الصحي والطبي.• " قسم الاتصالات " ان كان هذا " المؤذي " شكل العلامة السوداء في جبين مستشفى حمد فان "قسم الاتصالات" علامة ناصعة البياض.. كوكبة من الفتيات المهذبات يتصلن بالهاتف تارة وبالرسائل النصية للتذكير بالمواعيد فيشعر المرضى باشراقات الصحة ترفرف حولهم حتى ملاقاة الطبيب ليتمعتوا بالشفاء والصحة والعافية.. ويبقى للحديث واشراقات هذا الصرح الذي نريده مؤسسة يشار لها بالبنان..همسة: كوادر طبية مؤهلة واجهزة متطورة.. السؤال كيف يصب ذلك في خانة الاستشفاء..