14 سبتمبر 2025
تسجيلانطلق معرض الدوحة الثالث والثلاثون للكتاب، تحت شعار بالمعرفة تُبنى الحضارة. وفي عالم التعليم وتعزيز الثقافة، تبرز معارض الكتب كمنصات نشطة لا تحتفل فقط بفرحة القراءة التي تعتبر مفتاحاً للعلم، ولكنها تلعب أيضًا دورًا حيويًا في حماية صحة الأطفال. تلك الفعاليات الملونة، المليئة غالبًا بمجموعة متنوعة من الكتب والكُتّاب والأنشطة التفاعلية وورش العمل، تحمل إمكانيات هائلة في تنمية ليس فقط عقول الأطفال، ولكن أيضًا رفاهيتهم الشاملة. وفي مقالي هذا سوف استعرض عددا من الطرق التي يُسهم بها معرض الدوحة للكتاب في تعزيز وحماية صحة الأطفال. تعزيز القراءة من أجل الصحة : ففي قلب معرض الدوحة كل عام يكمن احتفال بالقراءة. وبحسب دراسات عديدة فإن للقراءة العديد من الفوائد على صحة الأطفال. فمن تعزيز القدرات الإدراكية والمهارات اللغوية إلى تعزيز التعاطف والذكاء العاطفي، تعتبر الكتب أدوات لا غنى عنها في تشكيل العقول الصغيرة. ومن خلال تعزيز ثقافة القراءة، يعتبر معرض الدوحة للكتاب الأساس لعادات قراءة صحية على المدى الطويل. لا يقتصر معرض الدوحة للكتاب عادة على القصص والروايات، بل تُعرض أيضًا مواد تعليمية وقصص تركز على الصحة والبيئة والعافية. حيث يمكن للأطفال استكشاف الكتب والقصص التي تُقدم مفاهيم مثل الصحة البيئية وسلامة الغذاء، التغذية، وممارسة الرياضة، والوعي بالصحة العقلية، والوقاية من الأمراض بطرق مشوقة ومفهومة. تُمكن هذه الموارد الأطفال من المعرفة وتشجيعهم على اتخاذ خيارات صحية منذ سن مبكرة. وسوف يتم تدشين قصتين للأطفال لي في هذا المعرض، حول هذا المعنى. احداهما حول المخاطر البيئية وصحة والأطفال، وهي بعنوان: أين تختفي؟ والثانية حول سلامة الغذاء، وهي بعنوان: رحلة سلامة الغذاء. وكل قصة منها يلحق بها دليل أنشطة مفيدٌ جدا للأطفال، والوالدين، والمدرسين، والمدربين. هذه الأدلة تحتوي على العديد من الأنشطة التفاعلية منثورة بطريقة محببة ومميزة ومتنوعة. تشجيع الهوايات والأنشطة الصحية خارج نطاق الكتب، يهتم معرض الدوحة للكتاب بتقديم أنشطة وورش عمل تلهم الأطفال لتبني هوايات وعادات وأنشطة صحية. سواء كان الأمر يتعلق بتعلم الزراعة وأنشطة وزارة البيئة، أو المشاركة في الأنشطة المدرسية وزيارات المدارس التي تنظم من قبل وزارة التعليم للمعرض، أو تعزيز ممارسة أنشطة صحية من قبل وزارات الدولة، فإن هذه التجارب تعزز حب العيش الصحي. من خلال تشجيع المشاركة الفعالة. فمعرض الدوحة بهذه النشاطات المختلفة يُساهم في تحسين الرفاهية الجسدية وتعزيز الشعور بالمسؤولية نحو الصحة الشخصية. ويشرفني في هذا الصدد دعوة الجمهور الكريم للمشاركة في ورشتين عمل لي. احدى هذه الورش مخصصة لأولياء الأمور والمربين، وهي بعنوان: الأطفال والمخاطر البيئية- ما يجب على الوالدين معرفته. والأخرى مخصصة للأطفال، وهي بعنوان: صحتي وهوائي- أطفال يصنعون الفارق. وأحد جوانب معرض الدوحة المميزة هو الشعور بالمجتمع الذي تنشره. حيث يجتمع الكُتّاب والمعلمون والآباء والأطفال في مساحة مشتركة مخصصة للقراءة والتعلم. تُيسر هذه البيئة المحادثات ذات الدلالة حول المواضيع ذات الصلة بالصحة، وتشجع على التعاون في مبادرات التعليم الصحي، وتعزز روابط المجتمع المركزة حول رفاهية الأطفال. ويوفر معرض الدوحة للكتاب وصولًا قيمًا إلى الموارد التي تعزز صحة الأطفال. حيث يعتبر منصة حيوية للتعلم والتثقيف حول قضايا صحة الأطفال، حيث يقدم موارد تعليمية تشمل كتباً تعزز الوعي أهمية الصحة العقلية وتقديم الدعم النفسي، وكتباً تثقيفية حول البيئة والصحة والتغذية الصحية وأساليب الحفاظ على لياقة جسدية جيدة، بالإضافة إلى مواد توعوية حول النظافة الشخصية وأساليب الوقاية من الأمراض المعدية، وذلك بغرض تمكين الأطفال وأولياء الأمور من اتخاذ قرارات مدروسة وصحية في حياتهم اليومية. يلعب الآباء دورًا حيويًا في تشكيل عادات الصحة لدى الأطفال. ويشجع معرض الدوحة مشاركة الآباء من خلال تقديم فرص للعائلات لاستكشاف الكتب معًا، والمشاركة في مناقشات وورش عمل حول مواضيع تهم صحة أبنائهم، وتعزيز الرسائل الإيجابية حول ذلك. ويعزز هذا النهج التعاوني النظام الداعم حول الأطفال ويشجع على العادات الصحية سواء كان في المنزل أو في المجتمع. وفوق الجوانب التعليمية، يُشعل معرض الدوحة للكتاب خيال الأطفال، وإبداعهم، ورفاهيتهم العاطفية. حيث يحفز التعرض للكتب المتنوعة والقصص الفضول لهذه الكتب. ويشجع على التعاطف، ويُحفز على حب الاستمتاع بالتعلم. بحيث تُسهم هذه التجارب في تعلم المرونة العاطفية والرفاهية العقلية، وتعزز النظرة الإيجابية نحو الحياة وهذا بدوره ينعكس ايجاباً على صحة الأطفال. وختاماً، يعتبر معرض الدوحة للكتاب مركزاً حياً للتعلم، والإبداع، والمشاركة المجتمعية بآثار بعيدة المدى على صحة الأطفال. من خلال تعزيز القراءة من أجل الصحة، وتقديم المحتوى التعليمي، وتشجيع الهوايات الصحية، وتعزيز التعاون المجتمعي، وتوفير الوصول إلى الموارد، ومشاركة الآباء، وإلهام الإبداع. ويُسهم المعرض بشكل كبير في حماية وتعزيز رفاهية الأطفال. هذه الفعاليات لا تقتصر على الكتب فحسب، بل هي عن تغذية العقول السليمة، والأجسام السليمة، والمجتمعات السليمة للأجيال القادمة.