11 سبتمبر 2025
تسجيلدراسة حديثة مشتركة، حول الانتشار المتزايد لحالات الربو لدى الأطفال في قطر، بين سدرة للطب ومؤسسة حمد، نُشرت نتائجها في الثاني من مايو 2023، أوضحت أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً لعدد الحالات التي تم تشخيصها بالربو بين أطفال المدارس في الفترة بين 2005 و 2017، أي ما يزيد عن عقد من الزمان. هذه الزيادة الملحوظة وصلت إلى 34.6% في 2017 في حين أنها كانت 19.8% في 2005 بمعنى أن الارتفاع تقريبا وصل إلى 15%. هذا الارتفاع من المهم أن يتبعه دراسات مستقبلية تأخذ العامل البيئي في الاعتبار للوقوف على الأسباب. أحد هذه العوامل البيئية التي لابد من دراستها هو وضع الهواء في المدارس، وهناك العديد من الدراسات البحثية التي ربطت بين عامل تلوث الهواء في المدارس وبين وجود تأثيرات صحية سلبية بين الطلبة، كزيادة تواتر الربو والحساسية، وامراض الجهاز التنفسي. كما أن تلوث الهواء في المدارس يعمل على سرعة انتقال الفيروسات والبكتيريا مما يؤدي لمزيد من نزلات البرد والانفلونزا والامراض المعدية الخطيرة التي تنتقل عن طريق الهواء. ومما يزيد من أهمية الموضوع، أن التعرض المستمر للملوثات عبر الهواء يزيد من خطورة الإصابة بأمراض طويلة الأمد مهددة للحياة، مثل السرطان وأمراض القلب والاوعية الدموية. ونتائج هذه الدراسات وجدت ارتباطاً ايجابياً وثيقاً بين معدلات التهوية وصحة الطلاب وادائهم، فمعدل تهوية أعلى يؤدي إلى انخفاض حالات الغياب وانخفاض في زيارات ممرضة المدرسة. وفي دراسة أمريكية أجريت على 100 مدرسة، وجدت أن هناك ارتباطاً مباشراً بين التحصيل الدراسي والتقدم الملحوظ في مادة الرياضيات والقراءة عندما تتحسن جودة الهواء. فجودة الهواء الداخلي تعزز بيئة تعليمية وعمل ممتعة، إلى جانب الشعور بالرفاهية، تساعد بيئة العمل والتعلم الإيجابية المدارس في التقدم أكثر من غيرها. ومن التوصيات التي يمكن للمدارس القيام بها لتحسين جودة الهواء الداخلي، القيام بتقييم الوضع الحالي لجودة الهواء بالمدرسة، ووضع الممارسات ووضع أنظمة التهوية بها. التقييم لأنظمة التهوية والتبريد وتقييم وضع الهواء عن طريق استخدام أجهزة لقياس عدد من المؤشرات المهمة والضرورية مثل درجة الحرارة والرطوبة النسبية ومعدلات غاز ثاني أوكسيد الكربون، وحركة الهواء وحجم تدفق الهواء. كذلك من النصائح أن يتم تحسين التهوية في المدرسة، ذلك أن زيادة دوران الهواء النقي في المدرسة يقلل من تراكم الملوثات، ويتم ذلك عن طريق فتح النوافذ إذا كانت ظروف الطقس والسلامة تسمح بذلك أو تركيب مراوح شفط. فتح مخمدات الهواء الخارجية مهمة للسماح بدخول الهواء النقي المتجدد. واستخدام فلاتر أو نظام فلترة هواء جزئي عالي الكثافة باستخدام الهبا فلتر سوف يساعد كثيراً على تنقية الهواء. لا ننسى عملية التثقيف حول جودة الهواء ومن المهم أن يتم مراقبة الممارسات الخطرة في المدارس، مثل إساءة استخدام منتجات التنظيف أو استخدام منظفات قاسية على الصحة والبيئة، والتي تسبب الربو وتهيج الرئة أو استخدام معطرات الجو أو البخور أو التدخين، كل هذه الممارسات تؤدي لرداءة الهواء الداخلي في المدارس، وتقلل من جودة الحياة. ومن أهم النصائح وضع معايير إلزامية على مستوى الدولة والتي من شأنها ضمان جودة الهواء في المدارس، وهي نقطة مهمة يجب أن تعمل عليها جهات الاختصاص في الصحة والبيئة والتعليم. وبناء على هذه المعايير يتم محاسبة المدارس لتوفير جودة هواء داخلي متفقة مع هذه المعايير. مستشار صحة بيئية