23 سبتمبر 2025

تسجيل

مرحلة الذروة.. والاحترازات المطلوبة

10 مايو 2020

لا نريد أن نسبق الأحداث، نحن نعلم عن اليوم، لكننا لا نعلم ماذا يحدث غدا، هل توقعنا أن يصاب العالم في لحظات بهذا الفيروس المتناهي في الصغر ليقلب موازين الحياة دولا وأفرادًا، وتفقد جمالها ويفقد الإنسان أمنه نتيجة القلق والخوف من الانتشار السريع للفيروس، لذا أصبح الترقب المستمر اليومي لمؤشرات أعداد الاصابات والوفيات جزءا من منظومة تفكيرنا وحياتنا، يسبقه الأمل في التراجع والاختفاء، فكلما ارتفع المؤشر للإصابات والوفيات يزداد الخوف ويراودنا اليأس، ولكن إيماننا بالقدر الإلهي يجعل الأمل ضمادا لتخفيف ما نحن فيه، فالإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة بكثافة من المفترض أن تكون كفيلة بتراجع حالات الاصابات، وكما يقال طبيا وفق الارتفاع المتزايد أن مؤشر الارتفاع نتيجة زيادة السرعة والتوسع الذي تقوم به الجهات المختصة في الدولة لتطويق الجائحة، وتصريحات رئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية الدكتور الخال في المؤتمر الصحفي الأخير جزاه الله خيرا بأن عدد الحالات ستصل إلى الذروة تم تبدأ في الانخفاض التدريجي تدعونا للأمل. و كلها عوامل واستنتاجات مطمئنة تحتاج الى وقت، دون أن ندرك افتراضية العدد النهائي للذروة،. وبالرغم من ذلك يبقى السؤال المتداول ويبقى القلق، إذن ! ما الأسباب وراء هذه الزيادة اليومية الذي تشهده الدولة قياساً بما نقرؤه من مؤشرات لدول أخرى أكثر سكانا، وربما أكثر عمالة، ثم قياسا بإجراءات الدولة الاحترازية المكثفة بشريا ومادياً وبجميع الوسائل والطرق والذي تشكر عليه، إذن هناك خلل ؟؟ في 8 مايو تم تسجيل1311 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا(كوفيد-19) وأكدت وزارة الصحة أن أغلبها من العمالة الوافدة كانوا قد أصيبوا بالفيروس نتيجة مخالطتهم لأفراد مصابين تم اكتشافهم، كما هو زيادة عدد الاصابات بين المواطنين والمقيمين ممن خالطوا مصابين بالفيروس من أفراد أسرهم في مكان العمل وفي أماكن أخرى... وتلك هي الطامة الكبرى التي اذا لم ندرك ضررها كأفراد فإن السلسلة الرقمية للاصابات اليومية المرتفعة لن تتوقف ولن تنخفض، ويبقى القلق والخوف ملازمين لنا حتى يتم اكتشاف اللقاح الواقي الذي لا يعرف مداه. …. فالدولة بجميع طاقمها الطبي والأمني والاعلامي تدعو الجميع بضرورة التباعد البشري في أي مكان وموقع على مختلف المستويات العمرية والمجتمعية،و عدم الخروج الا للضرورة القصوى باستخدام أدوات الوقاية الكمام والقفاز والتعقيم المستمر، وأخذ جميع الاحتياطات اللازمة حرزاً من انتقال العدوى من المخالطين، ولكن الواقع، يقول إن هناك عمالة في مقر عملهم يختلطون ويقطنون جماعيا في سكن واحد وغرفة واحدة، هناك مجمعات غذائية "الميرة "وغيرها يفد لها يوميا المئات دون تحديد للعدد في الدخول، وليس ببعيد ما حدث من هرج ومرج عند الاقبال على الشراء للاحتفالية بليلة " الكرنكعوه "، وما حدث في بعضها من تزاحم، وستعود الكرة عند استقبال العيد اذا لم يتخذ التشديد الصارم من الجهات المعنية وكذلك الالتزام الذاتي من الأفراد، لا يغيب عنا ما نرى من انتشار عمال "الدليفري " الطلبات المنزلية " التي تجوب الشوارع بالعشرات لتوصيل طلبات المطاعم وغيرها عبر التسوق " بالنت " للبيوت فيكون الأهالي أكثر عرضة للعدوى اذا كان العامل حاملا للفيروس دون أن تظهر عليه الأعراض بالرغم من التحذير منهم، إذا لم تتخذ الاجراءات الصارمة تجاههم، فهل طبقت عليهم الاشتراطات الصحية بتفتيش مناطق سكنهم ومدى صحتها واستخدام المواد المعقمة في المطعم وعند التوصيل، وتوقيفهم في النقاط الأمنية لقياس حرارتهم والتأكد من خلوهم من الفيروس، كما أن " أوريدو " اتخذت منحى جيدا لمساعدة وتسهيل عملية التحويلات المالية للمقيمين الى أوطانهم في ظل اغلاق مناطق الصرف في الدولة الا أن هذه الخطوة الايجابية من الشركة الرائدة يعتري سيرها الشوائب رافقت عملية التحويلات في عدم التنظيم أثناء توافد المستفيدين بالإضافة الى الصفوف المتراصة يتنافى مع الاجراءات الاحترازية في التباعد الاجتماعي الذي تدعو له الدولة وترك مسافة متباعدة، تتطلب المراقبة، اذن هناك أماكن تحتاج الى سياسة احترازية أشد صرامة من المتابعة والرقابة والعقاب، وهناك أسر لا تلقي بالاً تحتاج الى جرعات من الوعي، ما زالت لا تطبق التباعد الاجتماعي، كم من أسر كاملة أصابها الوباء نتيجة إصابة أحد أفرادها لعدم تطبيقها التباعد الاجتماعي وترك مسافة. فما يحدث الآن من الانتشار لا يدعو للتساهل والاستهزاء والاستهتار وليس سهلا، فنحن أمام جائحة وبائية اهتزت لها عروش العالم اقتصاديا وبشريا واجتماعيا ولا تدرك مدى انتهائها ونتائجها وآثارها مستقبلا إذا استمرت لا قدر الله وارتفع عدد الاصابات الى أكثر مما هي عليه الآن.. فالتعاون مع الدولة فرضية وجوبية للمصلحة العامة، نسأل الله العافية لجميع البشر والأوطان.