08 أكتوبر 2025
تسجيلكثيرا ما تمر على الإنسان مشاكل وهموم ويظل حائرًا ومتضايقًا ومهمومًا وقد يذهب ذهنه إلى أمور مخيفة ومرعبة قد تصل بالبعض إلى اليأس ولكن ديننا الحنيف لم يترك الإنسان لهذا كله بل وضع له العلاج والحلول من كل ما يعانيه، ففي كتاب الله الكريم يورد الله عز وجل الكثير من القصص التي عانى فيها الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام من المشاكل والعقبات في سبيل دعوة الناس لعبادة الله من أقوامهم لدرجة القتل أحيانًا لهم وكيف أعطاهم الله القوة والثقة به من أجل ألا يتسلل اليأس إلى نفوسهم، فهناك العديد من الآيات التي تعمل على ذلك وتعطي الأنبياء ما يساعدهم على الاستمرار في الدعوة، ولذا فقد استعانوا بالله تعالى والتفاؤل بالخير، وأن من يجتهد ويعمل فإنه في النهاية سوف ينتصر. ان التفاؤل فن تستطيع النفوس الطيبة والواثقة بالله عز وجل أن تجعله ديدنها وأساس حياتها حتى تستطيع الاستمرار في العمل الذي يقوم به، واليأس يقتل كل جهد بل قد يوقف كل نشاط للإنسان ويدخل في قلبه الخوف لدرجة ان البعض قد يصل لدرجة العجز الكلي عن القيام بأي شيء. والتفاؤل من صفات الشخصية الناجحة فهو يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس، ويحفز على النشاط والعمل، وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح. والحمد لله إننا قد مرت علينا ظروف من ثلاث سنوات وما زلنا فيها لكننا وضعنا الله عز وجل أمام أعيننا وثقتنا في قيادتنا الحكيمة وقدرتها على إدارة الأزمة وحل تبعاتها التي قد تؤثر على المواطنين والمقيمين مما زرع روح التفاؤل في نفوسنا ونفوس كل من يعمل واستمرت النهضة ومسيرة التنمية ولم توقفها تلك الأزمة، بل دفعتها للأمل، وكانت دعوات الأمهات وكبار السن وكل مواطن ومقيم إلى الله عز وجل في كل صلاة وكل وقت جزءا من ذلك التفاؤل التي أعطانا قوة واستمرارا لمزيد من العطاء والنجاح. ونحن نمر الآن في أزمة فيروس كورونا التي أغلقت بيوت الله وخاصة المسجد الحرام أمام المصلين والأسواق والمجمعات وكل أنواع الترفيه وطلب عدم الخروج من البيت وحرمنا من رؤية الأحباب والأصدقاء ومع كل ذلك استطعنا أن نتفاءل وسوف نتجاوز هذه الأزمة بقوة الله عز وجل وبما تقدمه الدولة من إمكانيات ورعاية طيبة للمصابين والإجراءات الاحترازية من أجل عدم تفشي المرض. ولولا الثقة بالله عز وجل والتفاؤل لما استطعنا الاستمرار بمثل هذه الحالة التى لم تمر علينا من قبل في وقتنا الحاضر. فالنفوس المتفائلة هي التي تسير نحو هدفها دون أن تلتفت للخلف وتنتظر الفرج قبل المصيبة وأنه قريب وسوف سيظهر نور الشمس، وهذه النفوس تتصف بالصبر وسعة الصدر الذي يوصلها للصبر والأمل بالفرج والانتصار على كل شر. [email protected]