19 سبتمبر 2025
تسجيلعندما ضربت مصر عام 1967 وهُزم العرب عسكرياً أمام إسرائيل، ادعى الكثير أن النظام القومي الناصري هو سبب الكارثة وانحاز الكثيرون ضد الفكر القومي بمجمله ولم يروا فيه أي إيجابية برغم ما له من أبعاد أقلها وأبسطها التأكيد على الكرامة وشرف الأمة. وحين تنازعت الأمة تيارات الإسلام السياسي على أشكالها، حتى بدأ أعدى أعداء الأمة على مقربة من بعضها لارتباط المصالح وعلى نقيض من الطرف الآخر من بعضها الآخر الاستئصالي، أدركت الأمة أنها في مهب الريح إلا أن هناك شبه إجماع لدى السواد الأعظم من أبناء تلك الأمة أن المشكلة الحقيقية تكمن في السلطة العربية أياً كان فكرها ولونها ورائحتها بل إن رائحة الصراع العرقي والأيديولوجي والطبقي تفوح أينما اتجهت داخل محيطها العربي لم يكن ترمومتر تقدم الأمة واضحاً كما يجب فكانت القياسات بما فيها المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية دَجَلاً كبيراً ما يلبث بعد سقوط سُلطة وقيام أخرى حتى يتهاوى وكأنه لم يكن فالإنجازات مرحلية لأنها تنحصر فقط في دورة حياة السُلطة القائمة ومكاسبها الراهنة ولا تمتد أبعد من ذلك والآن بعد كل ما وصلت إليه الأمة في تهاون وتخاذل وما يواجهها من تحديات مصيرية لا تزال هناك أصوات تنادي بمخارج وبوسائل إنقاذ مختلفة بما فيها من التحاق بركب العولمة الجارف برغم تشوه هياكلنا كأمة الاقتصادية منها والسياسية ولم يوضع الترمومتر الحقيقي لإعادة بناء الذات العربية والإسلامية وضع الإنسان داخل مجتمعه العربي والمسلم، كيف يمكن لأمة أن تنتصر في أي من معاركها وقرار تلك المعركة يتخذه فردٌ واحد بل كيف لها أن تتقدم والمواطنون فيها درجات منها ما هو فوق السحاب ومنها من هو تحت الصفر. لقد آن الأوان لإقامة دولة المواطنة الحقيقية داخل أرجاء هذه الأمة التاريخية وهي وحدها القادرة على صنع السلطة ذات القرار المستقل وهي وحدها القادرة كذلك بأن تدفع بالأمة إلى مجالات أرحب وأوسع. [email protected]