12 سبتمبر 2025

تسجيل

قضايا تربوية .. المعلم عصب المنظومة التعليمية

10 مايو 2016

كنا قد تناولنا فى مقالنا السابق من سلسلة مقالات " قضايا تربوية " والتى وعدنا القارئ الكريم أن تكون قضية التعليم هى شغلنا الشاغل فى المرحلة القادمة .. وتحت عنوان " تحديث المنظومة التعليمية " توصلنا إلى أن بداية النهضة فى تنمية أى مجتمع تبدأ من التعليم .. أو بالأحرى التعليم الأساسى .. بمعنى أن نبدأ من البدايات الأولى .. وفى نفس المقال دعونا إلى تشكيل لجان من أساتذة الجامعات وخاصة أساتذة كليات التربية وخبراء التعليم لوضع خطة للتحديث شريطة أن تكون مرتبطة بجدول زمنى يتم مراقبة تنفيذه بمنتهى الدقة .. إلى آخر ما جاء فى المقال . وإذا كان الهدف من تحديث المنظومة التعليمية هو الطالب فإن ذلك صحيح ولكن على المدى القريب لأن الهدف من وراء ذلك التحديث هو النهوض بالمجتمع ومواكبة كل ما هو جديد فيما له علاقة بالتنمية الحضارية حتى نقف على أعتاب المستقبل .. وفى سبيل ذلك لابد فى البداية أن تزيد الدول من نسبة الإنفاق الحكومى على التعليم بالموازنات المالية لكل دولة حتى يتناسب ما تنفقه الحكومات مع المعدلات العالمية . ومن البديهى هنا أن نتناول تلك المحاور الأساسية التى تقوم عليها أى منظومة تعليمية وهى : - البيئة المدرسية .. بما فى ذلك المبانى شاملة الفصول الدراسية والمعامل والملاعب والحدائق إلى آخر المكونات . - المناهج التى ستدرس وما هى غاياتها وأهدافها وقد تناولنا جزءا منها فى مقالنا السابق وسنوالى الكتابة بالطبع حتى إستيفاء الموضوع . - الأنشطة المدرسية المختلفة من رياضية وفنية وغيرها والتى تعتبر الدعامة الأساسية التى تحسن من أداء الطلاب وتزيد من ثقتهم بأنفسهم وتجعل تواجدهم بالمدرسة أكثر متعة وبالتالى أكثر إفادة وكل ذلك يصب فى مصلحة العملية التعليمية . - التجهيزات المدرسية .. وليس المقصود هنا هو الأثاث من مقاعد وطاولات وسبورات - برغم أهميتها القصوى - ولكن الأمر يمتد ليشمل الوسائط التعليمية المختلفة من سبورات ذكية وحاسبات إليكترونية وفيديوهات وكل ما من شأنه أن يزيد قدرة الطلاب على الفهم والتعليم والإستيعاب وتنمية شخصياتهم وإعطاء كل طالب مساحة للتعبير والحوار وإبداء الرأى .. والأهم من كل ما سبق تنمية مهارات البحث . - العنصر البشرى .. والمقصود هنا من سيقوم بتنفيذ هذه السياسات والمناهج والإستفادة من كل النقاط التى ذكرناها وهو المعلم الذى يمكن أن نقول بإيجاز شديد أنه عصب العملية التعليمية وحجر الزاوية فى كل ما يتعلق بالتعليم والتربية .. وفى هذا الشأن نؤكد على بعض النقاط فى غاية الأهمية والخطورة لعل أولها التدقيق فى إختيار المعلمين الذين لديهم القدرة على العطاء والعمل وذلك بعد إجتياز إختبارات نفسية وتربوية . - كما يجب إختيار المعلمين المؤهلين علميا والقادرين على الإضطلاع بتوصيل المعلومات والتعامل مع تكنولوجيا التعليم الحديثة . - مازلنا نتناول العنصر البشرى – وأهمها المعلم – والذى بعد أن ندقق فى إختياره ونتأكد من كفاءته أن نقوم بتدعيم خبراته العلمية والتربوية من خلال دورات تدريبية مستمرة للتأكد من إطلاعه على كل المستجدات العلمية والتكنولوجية فى مجال التربية والتعليم وذلك لضمان المحافظة على مستواه الفكرى وبالتالى التأكد من إستمرار قدرته على العطاء بالشكل المناسب والمطلوب . - وأخيرا فإنه يجب تخصيص نسبة كبيرة من ميزانية الإنفاق الحكومى على التعليم والتى أشرنا إليها فى بداية هذا المقال للعمل على تحسين دخول المعلمين وضمان حصول المعلم على دخل يتناسب مع المستوى المعيشى للطبقة المثقفة فى المجتمع . وإذا ما وضعنا النقاط السابقة نصب أعيننا فإننا بذلك نكون قد وضعنا أقدامنا على بداية الطريق السليم لإصلاح المنظومة التعليمية وبالتالى تحقيق التنمية الشاملة لمجتمعاتنا العربية . وإلى موضوع جديد ومقالنا القادم بحول الله .