13 سبتمبر 2025

تسجيل

رؤية الأمير 2030 ومستقبل قطر

10 مايو 2016

برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية عقد اللقاء التشاوري الثالث مع أطراف العملية التعليمية، وذلك الأسبوع الماضي بتاريخ 3 مايو2016 وتحت عنوان "إسهامات المعلم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030"، وتعتبر هذه اللقاءات من أهم اللقاءات التي تعزز النظرة الشمولية للدولة وقياداتها من حين لآخر في دفع مسيرة التعليم والتنمية، تبدأ من الهرم الأعلى وهو الدولة بإطار زمني ومستقبلي يسير بسرعة البرق لمواكبة عجلة التنمية بلغة الحداثة وعصر الانفتاح، مع إيمانها بأنها لن تستطيع أن تحقق هذه الرؤية بنجاح وتميز مهما كانت تمتلك من موارد اقتصادية وأياد عاملة إلا من خلال التعليم والتنمية البشرية للأجيال القادمة على أيدي نخبة من القيادات التي تستطيع أن تكون الأداة والوسيلة من خلال موروثها الفكري والتربوي والقيمي والاجتماعي في نفوس الطلاب، الذين يواجهون تحديات الانفتاح الثقافي والتكنولوجي، وتسعى الدولة جاهدة وبالتعاون مع المنظومة التربوية إلى غرس كل القيم الفكرية والتعليمية التي يستطيعون من خلالها أن يتعاونوا معهم بغرس كافة الوسائل والأدوات التي تعينهم على التسلح بالعلم والتعلم لدفع عجلة التنمية بأياد وطنية، ومهما كانت لديها خبرات أجنبية فهي لسنوات وللاستفادة منها وقتا ما وستعود إلى موطنها الأم، ولذا كان حرص القيادات على اللقاءات التشاورية من حين لآخر لبث الهمة الداخلية لكل أصحاب القرارات والجهات التنفيذية لتسمو رؤية الدولة، وفي كل مرة تتناول محاور معينة لتفعيلها الفترات القادمة بما يتماشى مع خبراتهم وسلطاتهم التنفيذية، وربما كان التركيز على المحور الأول على كيفية تحصيل المعلم في رفع تحصيل الطلبة والارتقاء بحسهم الوطني وتحقيق رؤية قطر 2030 وهي تعتبر أهم المحاور الرئيسية لمدى أهمية دور المعلم وموروثه الأخلاقي والفكري والسلوكي والعلمي في نفوس الطلاب من خلال المحاكاة اليومية وعملية التأثر والتأثير التي تحدث خلال اليوم الدراسي الكامل، ومدى الدور الإيجابي والفعلي الذي يلعبه المعلم بالتأثير على عقول ونفوس الطلاب، وكم كان للعديد من القيادات الناجحة بالدولة وأصحاب القرار تجد في قصة نجاحة العلمي والأخلاقي معلما فاضلا في مرحلة دراسية، ولذا كان حرص الدولة على التركيز على أهمية ومكانة المعلم وهو أهل لها لما يقدمه من أدوار وتعاون وتحديات نشهدها على أرض الواقع، والمحور الآخر تعزيز مبدأ التعليم المبني على الإبداع، من خلال مواجهة التحديات التي تواجه المعلم في بناء جيل قادر على الإسهام في اقتصاد مبني على الإبداع وسبل الارتقاء بالبيئة المدرسية لتصبح مكانا محفزا لكل من المعلم والطالب، فهذا المحور غاية في الأهمية، وربما يتطلب جهودا فكرية وعقلية وتعليمية مبتكرة من المعلم بصورة متماشية مع العصر التنكولوجي، وأصبح الطلاب أكثر انفتاحا على العالم الخارجي في كيفية الحصول على معلوماتهم ونمط ثقافتهم ويمتلكون العديد من الطاقات والمهارات المتعددة التي تتطلب إدراة وفنا وتوجيه السادة المعلمين في مسار العملية التربوية وخلق البيئة العلمية التي تنشط الجوانب الإبداعية لديهم ومواجهة التحديات التي تعيقهم بما يتناسب مع مجريات العملية التربوية والتنموية في الدولة، وكيفية دمج الجانب المعرفي والإبداعي ومواجهة التحديات حتى لاتعيق مسيرة التنمية وبحاجة إلى قدرات شبابية على مستوى عال من الوعي الفكري والإبداع، وهذا يتطلب زيادة ومضاعفة جهود القائمين على المسيرة التعليمية، ويعقبها المحور الثالث وهو سبل الارتقاء بالبيئة المدرسية لتصبح مكانا محفزا لكل من المعلم والطالب، وذلك لايحدث إلا من خلال استثمار عقول الطلاب من خلال التنويع بين الأنشطة والمبادرات الابتكارية، وخاصة أن الأجيال الحالية تمتلك الكثير من القدرات الإبداعية من خلال استخدامهم كافة وسائل التكنولوجيا المتاحة واتساع مساحة مدراكهم، ويجب على البيئة المدرسية توفير البيئة المحفزة التي تتناسب مع مهاراتهم ورغباتهم، حتى تكون بيئة صحية ومبتكرة وبما يتناسب مع اقتصاد الدولة وسخرت كافة الموارد من أجل المنظومة التربوية ومايتماشى مع المنظومة العالمية والتنموية بالدولة، ولذا فتحية لكل الجهود المبذولة من الدوله وقياداتها للارتقاء بالعملية التربوية والتركيز عليها لأهميتها ودورها الفعال في تحقيق رؤية الدولة 2030 ولكل من يساند الدولة في تحقيق ماتسمو إليه للنهوض بقطر والمواطن القطري، وذلك لن يحدث إلا إذا تكاتفت الجهود والجهات بالدولة ويليها المبادرات الذاتية والتطوعية والمجتمعية لأن قطر تستحق منا الكثير .