27 أكتوبر 2025

تسجيل

تعالوا نستعد لرمضان

10 مايو 2016

أعتقد ويتفق معي الأغلبية أننا نؤْثِر هذه الأيام الابتعادَ عن مقالات الإثارة التي لا تروق للقائمين على جريدتنا الغراء /الشرق/ وبالتأكيد غيرها من الصحف، فبغض النظر عن تلك المقالات التي بسببها حجبت زاويتي /صد و رد/ عن الظهور اليومين الماضيين، إلا أن هناك ظروفا تفرضها قدسية الأيام الجارية التي تذكرنا بالشهر الفضيل، شهر رمضان الكريم، وأصبحنا نردد //مضى رجب وأقبل شعبان//، ومعروف أنه سمي بذلك كما ورد في كتب التاريخ لتشعب القبائل في الحروب والغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام. شعبان شهر الاستعداد والتهيئة لرمضان شهر الصيام وتلاوة القرآن، فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر فيه من الصيام؛ لأنه شهر يغفل عنه الناس، وهو الشهر الذي ترفع فيه أعمال السنة كلها، يقول أسامة بن زيد رضي الله عنه: قلت يارسول الله، لم أركَ تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال ://ذالك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم//. كان السلف يكثرون فيه من تلاوة القرآن، حتى أن منهم من يغلق حانوته ليتفرغ لقراءة القرآن، قال ابن القيم –رحمه الله -: "فإن عمل العام يرفع في شعبان"، وكان السلف يقولون شهر شعبان شهر القراء، لذا يحرص المؤمنون في شهر شعبان على إعانة المسكين تهيئة في استقبال رمضان، بما يسعد به أسرته وأولاده. في ذلك يقول أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال //اِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ// وفي رواية //إِذَا كَانَ لَيْلَةُ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ. هذه دعوة من أخيكم في الله وأبدأ بنفسي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ اطَّلَعَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ. أولا أن نسارع إلى كثرة العمل الصالح في هذا الشهر الكريم؛ لأنه ختام لصحائفكم، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم //إنما الأعمال بالخواتيم//، وأهم الأعمال في شهر شعبان والمحببة إلى الله وإلى رسوله فيه هو الصوم. رجحت طائفة من العلماء أن النبي /ص/ لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره، ويشهد له ما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت //ما علمته صام شهراً كله إلا رمضان// وكان ابن عباس يكره أن يصوم شهراً كاملاً غير رمضان، وكان صيامه في شعبان تطوعاً أكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان، وفي شعبان ترويض للنفس وتهيئة لها لاستقبال رمضان بأحسن الأحوال والأعمال. وقد روي عن بعض السلف أنهم كانوا إذا دخل شعبان أخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان، وأن تسأل الله عز وجل أن يعينك على فعل الخير وأن تؤثر التعاون من باب //وتعاونوا على البر والتقوى// .. فهناك كثير من أبناء الأمة يصرون علنًا على ارتكاب المعاصي والذنوب، ولا يستطيع تركها حتى في مثل هذه الأيام المباركة التي يجب التذكير بها، وإطلاعهم على مآثرها استقبالا لشهر رمضان المبارك. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين الذين يعطون الله حقه في الدنيا ليكون لهم رصيداً في الآخرة. وسلامتكم