13 سبتمبر 2025
تسجيل•عندما زرت مدرستي القديمة لم يكن الولد الذي يجلس في مكاني يشبهني ومع هذا أحسست أنني أحبه . •فى مدرستي القديمة أيضا وجدت مدرس اللغة العربية والتربية الدينية الذي كنا نميزه بزيه الأزهري الجميل ونحن أطفال .. وجدت النسخة الحديثة منه يرتدى الجينز ويتكلم بالعامية .. وكان أيضا يمسك بأحدث جهاز تليفون محمول في يده .. رحم الله أستاذنا الشيخ على الذي تعلمنا على يديه الكثير .. وكان يرفض لقب " البك " الذي كنا ننادى به المعلمين على أيامنا ويصر على أن نناديه ب " الشيخ على " ولم يحدث أن نادى أحدنا بغير أن يقول له " يا بني " إلا إذا كان غضبه شديدا من أحدنا فكان أقصى بل وأقسى ما يفعله أن ينادى الطالب الذي أغضبه قائلا له " يا هذا " .. للمرة الألف جعل الله مثواك الجنة يا شيخنا الراحل. •ضبطت نفسي متلبسا – أكثر من مرة – بمناداة حفيدتي بإسم أمها .. هل هذا ما يطلقون عليه " الزهايمر " أم أنه حنين إلى الماضي . •الأنثى هى أم بالطبيعة ومنذ مولدها .. أقول ذلك وأنا أشاهد حفيدتى – أو أى طفلة أخرى – وهى تلهو بعرائسها . •لم يعد أمام زوجتي طفلا تطعمه سواي .. فضلا عن مهاتفة بناتنا . •أصبحت أخشى أن أهاتف بعض أصدقائي القدامى .. لأنني وبكل بساطة لا أحب أن أسمع خبر وفاة أحدهم أو وجوده في المستشفى . •لا زلت أرى في أحلامي أنني طفل صغير في المدرسة .. زاد إحساسي هذا عندما لمحت مدرسى العجوز يمر في شارع الحي القديم .. بالرغم من شعره شديد البياض وعصاه التي يتوكأ عليها . •يا إلهي .. لماذا أحبها كل هذا الحب ؟ هل لأنها الأجمل فى الدنيا ؟ الإجابة ببساطة .. لا .. بل لأنها أمي.. هكذا – وبكل بساطة – يجب أن نحب أوطاننا . •دائما ما أتذكر بيت الشعر القائل : من كان في جحر الأفاعي ناشئا ... غلبت عليه طبائع الثعبان أقول ذلك وأنا أسمع عن ذلك الرجل السمج الأصلع وقد وضعته الظروف وحكوماتنا الرشيدة المتعاقبة في السلك الدبلوماسي ليصبح سفيرا .. الغريب أنه لا يزال يجلس على الكرسي الوثير الدوار ويدير السفارة كما كان يفعل فى أقسام الشرطة . •حاولت كثيرا أن أقنع نفسي أنه لم يتغير .. فلم أفلح .. وأخيرا أدركت الحقيقة الساطعة وهى أنني أنا الذي تغير .. لم أعد المدير .. دنيا ! •لا زال وجهها جميلا برغم شحوبه البادى وكميات اللحم التى تكسو جسدها .. حمدت الله أنها لم تشاهدنى بشعرى الأبيض عندما لمحتها تعبر الشارع مع أحفادها. •تأوب طيف من سميرة زائر ..وما الطيف إلا ما تريه الخواطر هذا بيت شعر من قصيدة جميلة كتبها رفيق الزعيم الوطني أحمد عرابي قائد ثورة 1919 الشاعر الثائر محمود سامي البارودي والملقب برب السيف والقلم يعبر عن أسمى المشاعر الإنسانية في افتقاده لإبنته سميرة وكان قد كتبه عندما كان منفيا في " سرنديب " .. سيريلانكا حاليا .. ترى كم إبنة يفتقدها أبوها وهى تعيش معه فى نفس المدينة ؟ •لا أدرى سببا يجعل الراقصة تتلوى غير أنها تعانى من المغص .. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يفعل الشباب مثلها ؟ وهل إذا جلست بجوارك بعد الإنتهاء من "نمرتها" كيف سترى وجهها بعد أن تزول معظم مساحيق التجميل الكثيرة التي " تلطخ " بها وجهها ؟ وأي رائحة غير محببة " ستغزو أنفك " جراء العرق والمجهود الذي بذلته في الرقص ؟ أيها الرجال .. أفيقوا واحمدوا الله على ما ملكت أيمانكم . •وبالمناسبة .. أنصح كل زوج بألا يعيب على ذوق زوجته حيث أنها إختارته هو في بداية الأمر. •عندما ذهبت إلى المستشفى لزيارة صديقي الذي كان في السابق من رجال التعليم .. دخل الطبيب الكبير " الأستاذ " للمرور وبرفقته عدد من الأطباء .. فوجئت بأحد الشباب منهم " نائب " ينحني على رأس صديقي ويقبلها ثم يمسك بيده المغروسة فيها المحاليل – وسط دهشة الموجودين – ويقول أن هذا الرجل معلمه وصاحب فضل عليه .. ولولاه ومن هم مثله لما كان هنا ولهذا سيتابع حالته بنفسه .. صحيح إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا . وإلى اللقاء فى مقالنا القادم بحول الله .