13 سبتمبر 2025

تسجيل

الاعتماد على الله

10 مايو 2011

"ومن يتوكل على الله فهو حسبه"، هذه الآية جاءت في كتابنا الكريم لتبين لنا أننا لابد لنا من الاعتماد على الله في كل ما يمكن أن نعمله ونسعى اليه حتى وإن أحطنا أنفسنا بما يجب أن يحتاط به المرء لنفسه من أمور، فالاعتماد على الله هو المنجاة من كل مكروه حتى وإن أصبت بشيء ما فقد يكون ما حجب عنك أكثر ضرراً مما لحق بك، فالاعتماد على الله هو الأساس في حياتنا فالمولى عز وجل قال في كتابه العزيز "فإذا عزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين" سورة آل عمران، ومن منا لا يحب أن يحبه الله، فمحبته لنا جل وعلا هي رضا ما بعده رضا، وقال (ص): من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، يالها من دعوة، ومن منا لا يحب أن يكون قوياً رغم ما تواجهه الأمور، فالقوة التي يستمدها من خالقه هي أكبر عون له على تحمل ما يلم به، وكم هي دعوة من خلالها على الصبر، فالصابرون ليس لهم جزاء إلا الجنة ولكن ما نسمعه من بعض الناس أن لا دخل لذلك بما يجب أن تعمله من عمل بل لابد من أن تحتاط قبل كل شيء ولا تلقي ما ستتعرض له على الله مع أنه قال سبحانه وتعالى: قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا) سورة التوبة، وعليه فكل شيء هو مقدر لك ومع ذلك لا بد وأن تتوكل على الله ولا تمتنع عن أداء أمر ما لأنك ستتعرض لمخاطر معينة وكأنك تستطيع أن تثني القدر عما قد يصيبك وقد يكون هو خير لك مع أنه في ظاهره في شيء من الأذى ولكنه في نهاية الأمر كما ذكرت هو خير لك حيث يقول الشاعر: تــوكل علــى الرحمــن في كل حاجةٍ أردت، فـإن الله يقضي ويقــــدر ولندرك المعنى لتلك الآية الكريمة في سورة يونس: "فعلى الله توكلت". فالتوكل قبل كل شيء على الله، فهو المدبر والميسر لكل ما نحنُ نسعى اليه وما نقصده ونأمل منه أن يجعله خيراًً لنا فالمولى سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز، "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً الا أن يشاء الله"، سورة الكهف. فالاتكال على الله لا بد وأن يسبق كل مخطط تعمل به وكما قال عمر الفاروق رضي الله عنه: نحن نذهب من قدر الله إلى قدر الله، وهكذا فالتوكل ضرورة لابد منها مهما عملت من احتياط لما ستقدم عليه وهذا ما يميز الإنسان المسلم حيث انه لا بد وأن يكون مدركا بأن كل تحركاته وتصرفاته وأعماله لا بد وأن يربطها بالله سبحانه وتعالى فهو المسير والمدبر حيث انه يعلم كل صغيرة وكبيرة تجول في خاطرنا فلابد وأن نسبق بقول "إن شاء الله" ومن ثم نعقلها ونتوكل عليه سبحانه وتعالى. ويقول الشاعر: محمد بن زنجي البغدادي: إذا مــا حــذرت الأمـر فـاجعــل إزاءه رجــوعــاً إلــى ربٍ يقيك المــحاذِرا