18 سبتمبر 2025
تسجيلحينما تشعر بأن وجود أحد الأشخاص يسكنك أنت لا تحتاج هنا لوجوده الجسدي، إذا سكنك وجود أحدهم لن يكون للظروف الخارجية مهما كانت سطوة عليك؛ المرض، الموت كلها ظروف خارجية. تتحدى العلاقة الخالصة جميع ما يعوقها ويقطعها من عوامل وأسباب مادية، يخطف الموت عزيزاً لديك، يغيب بدنياً لكنه يسكنك روحياً، تعيش معه، الوجود الذاتي هو الوجود المعول عليه أنت تعيش عالمك بأحبابه في داخلك، هو أكثر بقاءً، بل إن توازنك الداخلي هو مصدر تقبلك للحياة بكل مصاعبها وآلامها، من يضمن لك أن ظروف الحياة لن تحرمك ممن تحب هكذا وبلا مقدمات، يغيب عن عينيك، يذهب صوته عن أذنيك، تفتقد حركته وأُنسه، يصبح وجوده داخلياً يسكنك ليعوضك شيئاً فشيئاً عن غيابه المادي وبعد فترة تشعر أنه معك لم يذهب، انها خفايا الروح التي أودعها الله في الإنسان عليه ان يستثمرها ولا يجزع من الدنيا ومصائبها إذا امتلأت وجودياً، أصبح الخارج بالنسبة إليك لوحة تنظر إليها وتتجاوزها متى شئت أو شجرة تستظل بظلها متى تعبت لتعاود المسير ممتلئاً بوجودك الداخلي وما ومن يسكنه.