13 سبتمبر 2025
تسجيلما أضعفك يا مخلوق... تُكسر فتجبر! تغضب وتقسو ثم تلين! أيا نفسٌ أيا روح كم تعبت كم تحملت وكم شقيت؟ فما لك سوى ان تعيشي وسط أحوالك هذه أحوال متقلبة، متناقضة، تارةً سعيدة وأخرى شقية. بني، لا تمت قبل موتك وأنفق ولو من أعماق قلبك، فوالله ما كانت هذه الدنيا لتشقيك ولتثقلك، بل لترفعك ولتنجيك، فبها يميز الخبيث من الطيب، والصابر من الجازع. فاصبر على دنياك فإن آخرها الفناء وإن عاقبة أمورها لله ترجع. بني.. أغارقٌ انت في مياه هذه الدنيا؟ أتائه أنت في مسيرها؟ أحيٌ أنت أم بميت؟ أقريب أنت أم ببعيد؟ أتسعى انت كي تُجبر؟ أتسعى أنت كي ترضى؟. أيا صاحب البلاء.. كم احبك الله يا ترى؟ كم أخصك الله يا ترى؟ كم رآك تتقلب وتدمع، كم رآك تتشبع بدعواك، ترفع يديك للسماء لا تسأله سوى جبراً، لا تسأله سوى قلب راض مطمئن، يرجو هدايتك يا الله.. أولم يرك وانت خائف جازع خشية ان ينجيك، فتقع في حفرة عميقة لا مخرج لها وعندها، عندها تبتلى بالأصعب بالمتاع بالدنيا بالزوال وبالغرور. فلا والله فإنه ليحمدنك وليشكرنك حتى يبلغ الشكر منتهاه. "واعلم ان الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ان كان لك فلا تبطر وان كان عليك فاصبر فكلاهما سيبحر" - علي بن أبي طالب ـ وأخيرا، سلوا الله الجبر والرضا والتوفيق واليسر والمسرة قبل أن تلقوا أمانيكم بين السماوات، فما جاءت هذه الدنيا إلا لتمحصنا ولتمحص يقيننا، فاصبر يقينًا قويًا لا ضعيفًا. طالبة في جامعة قطر