14 أكتوبر 2025

تسجيل

تكلم حتى أراك

10 أبريل 2019

أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لجميع الناس الحديث والتعبير عن آرائهم بحرية، فكشفت وفضحت هذه المنصات عقول ونفوس الكثير من الناس. يروى أن سقراط كان جالساً مع تلاميذه، وبينما هم جالسون إذ أقبل عليهم رجل بملابس زاهية وأنيقة، ووقف صامتاً عندهم. فقال له سقراط: تكلم حتى أراك. والمقصود هنا أن الإطلالة و”الكشخة” قد تخدع البسطاء، ولكن لن تخدع من لديه علم وخبرة في الحياة، فمقياس الناس هو رجاحة العقل وحسن الخلق، وليس المظهر والملبس. تجد الكثيرين يهتمون بالصورة الشخصية التي يضعها على وسائل التواصل الاجتماعي، ويحرصون أن تكون في أبهى حلة، ولكن عندما تقرأ ما يصدر منهم، تتعجب وتستغرب من أن يصدر مثل هذا الكلام من شخص اهتم بمظهره أكثر من جوهره. فمنهم من تجده يتسرع بإطلاق الأحكام، ثم يتبين بأنه كان مخطئاً ومتسرعاً، ومنهم من ينشر الإشاعات والأخبار الخاطئة، بالرغم من أن بعضها يكون من الواضح أنه غير منطقي. ومنهم من يخطئ في قراءة حدث أو خبر فيتسرع بنشر تفسيره الخاطئ، ومنهم من يسيء تفسير حديث شخص آخر فيتسرع بالرد عليه والذي غالباً ما يكون رداً غير أخلاقي. علمتني الحياة أن أؤجل الرد والحديث في أي موضوع، فقد يظهر لك بأن الموضوع مختلف عما كنت تعتقده للوهلة الأولى، وقد تظهر لك معلومات جديدة تغير فهمك للموضوع، وقد تأتي لك فكرة لتصيغ كلامك بشكل أفضل، يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "أظل أهاب الرجل حتى يتكلم، فإن تكلم سقط من عيني، أو رفع نفسه عندي". لا تتعجل في ردودك و زِن كلامك، وفكر مرتين قبل أن تتكلم، فالكلمة إنْ خرجت لن تعود أبداً. Twitter: khalid606