18 سبتمبر 2025
تسجيلالتعليم أهم ركائز بناء الدول وازدهار الحضارات ونماء المجتمعات، لذلك يغدو تناول شؤونه المهمة واجبا شريفا محتما على أمثالنا، مع تقدير وتثمين جهود الإخوة الزملاء وسعيهم المشكور لتحسين أوضاع هذا الميدان الحيوي العظيم. استمرار بعض الأوضاع المضطربة في ميدان التربية والتعليم يدفعنا نحو التطرق مرارا لبعض الإشكالات بغية حلها والتعامل معها بطريقة عملية فاعلة؛ ليعود لمدارسنا رونقها الجميل وجاذبيتها المفقودة. واستنادا الى خبرات ميدانية ممتدة عايشتها ولا أزال، فإني أضع جملة من أبرز اشكالات الميدان أمام صانع القرار، ليصدر قراره المنتظر دون الحاجة الى لجان ودراسات تمضي شهورا او سنين فلا تخرج لنا بما نأمله او نتوقعه، ومن أبرز الإشكالات الماثلة في الميدان ما يلي: • طول ساعات اليوم المدرسي، وكثافة المقررات، وأوراق الاختبارات . • إثقال كاهل التلاميذ بأوزان ثقيلة من كتب مصقولة وأدوات وملفات و.... مما يعيق نمو التلاميذ الصغار ويهدد صحتهم النفسية والبدنية. • الاهتمام المبالغ فيه بتعلم اللغة الانجليزية على حساب لغتنا العربية الأم . • استمرار ما يسمى "الاختبارات الوطنية" رغم إرباكها للواقع التعليمي، وتأثيراتها السلبية على الطلبة والعائلات. • بقاء ما يعرف بالمدارس النموذجية وما تحدثه من مساوئ عديدة على الجانبين التربوي والاجتماعي، لم تعد بحاجة إلى تفصيل. • إفراغ التعليم من قيم وأهداف تربوية أصيلة، والتركيز على حشو أذهان الطلبة بالمعارف والمعلومات المجردة. • افتقاد المدارس للحصص المهارية وأساليب اكتشاف ذوي المواهب والقدرات الفائقة. • ظاهرة تأنيث مناصب الوزارة وغياب الموضوعية والإنصاف في توزيع الوظائف القيادية بين الجنسين، وانعكاساته السالبة على مستوى الأداء في الميدان. • عزوف المعلمين القطريين عن العمل بالمدارس، وانسحاب عدد من المعلمات القطريات جراء تردي اساليب التعامل معهم وتجاهل ما يتقدمون به من مبادرات ومقترحات. • إشغال المعلمين والعاملين بالمدارس في ورش واجتماعات ومناقشات لموضوعات تعاد وتزاد، دون اتخاذ إجراء مناسب وسليم. • تحييد أدوار مهمة كان يؤديها الموجهون ورؤساء التعليم ومنسوبو إدارة التربية الاجتماعية "سابقا" التي أحيلت إلى قسم محدود الصلاحيات. إشادة تربوية تشكيل لجنة لدراسة وتقييم البيئة التعليمية قرار صائب ومفيد، دعونا اليه من قبل، ونشيد بصدوره وتنفيذه، لكننا نستغرب تشكيل اللجنة من عناصر نسائية بحتة، لكون مدارس البنين تستوجب ارسال لجنة رجالية تستقصي أوضاعها بشفافية ومصارحة فنطالب بلجنة موازية من الرجال المؤهلين لأداء هذه المهام، آخذين في الحسبان طبيعة وخصوصية كل من الجنسين. • ربما يظن بعض المتابعين أني أرنو إلى مصالح شخصية أو مناصب معينة في وزارة التعليم، والله يعلم مقصدي ومرادي مما أكتب في هذا الشأن، أما ما أستحقه من تولي بعض المسؤوليات والمهام فذاك حقي دون مراء، وأسأله سبحانه التوفيق والسداد في القول والعمل.