15 سبتمبر 2025

تسجيل

مبادرون

10 أبريل 2016

نظم بالأمس مركز قطر التطوعي ملتقى المبادرات في نسخته الثانية، الذي يهدف إلى تعريف الجمهور بالمبادرات التابعة لمركز قطر التطوعي، وتعريف الشباب بدور المركز في احتضان الأفكار والمبادرات، وخلق روح التنافس الإبداعي وتحقيق قيمة التكامل بين المبادرات جميعاً بمختلف توجهاتها واختصاصاتها.عند حضوري عرض المبادرات الشبابية، جال في بالي الكثير من الخواطر، أهمها أن الإنسان المبادر هو ذلك الذي يعيش فعالاً ويصرف وقته وجهده وماله وإمكاناته في القيام بأعمال مهمة، ويتخلى بإرادته القوية عن رغباته وأهوائه وضعف نفسه، وكل ما يقف حائلاً دون تحقيق أهدافه، وهو يخطط ويبادر لتنفيذ خطته، فلا يترك نفسه وسيلة يستخدمها الآخرون لتحقيق مبتغاهم. المبادر، إنسان يبني الأمم والمجتمعات، بعكس الإنسان السلبي الذي يرفع يده عن كل عطاء، ويتعامل مع مجتمعه بمبدأ (أنا ومن بعدي الطوفان) وكأن الحياة تستمر به وحده!! عندما نتحدث عن المبادرين حولنا، أتذكر قصة من الأدب الصيني، حيث يُحكى أن حاكماً وضع صخرة كبيرة على أحد الطرق الرئيسية فأغلقه، ووضع حارساً ليراقبها من خلف شجرة ويخبره بردة فعل الناس، مر أول رجل وكان تاجرا كبيرا في البلدة، فنظر إلى الصخرة باشمئزاز منتقداً من وضعها، فدار هذا التاجر من حول الصخرة رافعاً صوته قائلاً: سوف أذهب لأشكو هذا الأمر، سوف نعاقب من وضعها.ثم مر شخص آخر، وكان يعمل في البناء، فقام بما فعله التاجر، لكن صوته كان أقل علواً؛ لأنه أقل شأناً في البلاد.مر يومان بعد أن مر الكثيرون على هذه الصخرة، حتى جاء فلاح عادي من الطبقة الفقيرة ورآها فلم يتكلم، وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها طالباً المساعدة ممن يمر، فتشجع آخرون وساعدوه، فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق، وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقاً حفرت له مساحة تحت الأرض، في هذا الصندوق كانت هناك ورقة فيها قطع من ذهب ورسالة مكتوب فيها:من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة، هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها. فالمجتمع بكل تأكيد يحتاج لشخصية مشابهة لهذا الفلاح، إنسان إيجابي مبادر قليل التذمر كثير العمل، فبمثله تبنى المجتمعات وتتطور.