12 سبتمبر 2025
تسجيلعندما يفهم الإنسان منا أن الحياة تحكمها قوانين لا يمكن أن تستقيم من دونها وأن قانونها هو قانون الأسباب وأن لكل شيء ثمنًا ومثمين وأن فقه المعاوضة هو فقه الحياة فلن تحصل على أمر من أمور الدين والدنيا والآخرة إلا بسبب وعندما نفهم ذلك سنعرف أن لا أسباب من غير عمل وجهد وتخطيط لأن الأصل في كل شيء الضعف حتى الإنسان يولد ضعيفاً فيزداد قوة يوماً بعد يوم قوة في الجسد وقوة في العقل والعلم والمعرفة ولو استعمل الإنسان عقله بالشكل الصحيح لما اختلف ولا تاه.لذا علينا ألا نزهد في العقول التي تحتاج لتغذية دائمة في كل شؤون حياتنا فالحياة لابد أن تبنى على العلم فكل ما نريده ونسعى له ونطمح لتحقيقه لن يكون إلا بالإعداد والتخطيط والعمل جهداً وفكراً ولا يمكن للإنسان أن يكسب أمراً ما لم يقدم ثمناً ولو كان يسيراً وكل يكسب بقدر ما يقدم.ولو طلب شخص مني نصيحة في هذا الزمان لقلت له احذر أن تظلم أحداً فالظلم أخطر إجرام وأخطر عمل وهو كمن يحفر حفراً في طريق حياته وهو المهلك الأكبر لنا في حياتنا من حيث لا نعلم فالظالم ينسى والمظلوم لا ينسى أبداً وإن نسي فهناك في السماء رب لا ينسى، وهيهات من كان خصمه الله فكيف ينام وكيف يأكل وكيف يرزق وكيف يعافَى والأخطر من ذلك كله أن تظلم نفسك بيدك فتهلكها من حيث لا تعلم.فكل منا مطالب بمسطرة العدل في حياته وأن يبدأ من بيته فلا يظلم زوجه ولا أولاده ولا من يعمل عنده أياً كان ألم نسمع رب العزة والجلال يقول (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار). فإكرام الخلق لا بد أن يكون قاعدة التعامل مع الناس وقبول الحق حتى لو أتى من ناقص، هو ميزان من موازين العدل والإنصاف التي لابد أن نتحلى بها.إن حياتنا سهلة بسيطة متى ما عرفنا أن قوانينها التي سنها الله تجلب الخير وتصلح الشأن وتقوّم المجتمع وتجمع الناس على الحب والسلام والعدل في الحقوق والمصالح ونحن من يخالف تلك القوانين بكسرها، وكسرُها ألم نعاني منه هنا أو هناك في جوانب حياتنا فالجزاء من جنس العمل فذلك ثمن تقبض مثمونه وعمل تجني ثماره وفعل له ردة فعل تعود على مفتعله.ليس هناك صدفة ولا عبث ولا فوضى بل هناك قوانين حياة معرفتها بصيره تستبصر من خلالها عالمك وعلم يرسم خارطة الطريق وفهم لمجرياتها وتحولاتها يساعد في وضع استراتيجيات التغيير التي تستحقها حياتنا فهل هناك أثمن من حياة تعيشها هي ماضيك وحاضرك ومستقبلك فأكثروا من العطاء والجهد ليكون لكم أثر فاعل في عالمكم.