13 سبتمبر 2025

تسجيل

أرواح الأبرياء في رقابكم

10 أبريل 2014

تبذل الدولة مساعيها الحثيثة لتقليل نسبة وفيات حوادث الطرق منذ سنوات عديدة، بعد أن تصدرت قطر دول العالم في نسبة وفيات الحوادث المرورية!!وكان مركز قطر لدراسات السلامة المرورية بجامعة قطر كشف سابقاً من خلال دراسةٍ أجراها بأن عدد وفيات حوادث الطرق خلال 6 سنوات امتدت من عام 2007 حتى عام 2012 بلغت حوالي 1289 حالة وفاة وخسائر مادية قُدّرت بأكثر من 17.6 مليار ريال قطري!!وطبعاً الحال في عامي 2013 و2014 ليس أفضل حالاً من الأعوام السابقة كون أنها المعاناة نفسها وإن شُرّعت من أجلها القوانين أو وضعت لها الإستراتيجيات واللجان التنفيذية.هذه الأرقام المخيفة التي أفرزتها حوادث الطرق تؤكد لنا جلياً بأن هناك خللاً واضحاً أدى إلى وصولنا إلى هذه الحالة المتردية، وكأننا نعيش في دولة لا تمتلك أي مقومات حضارية أو أسس ومبادئ لمواجهة هذه المشكلة التي أصبحت خطراً على المجتمع والدولة.ورغم أن الدولة أنشأت لجنة وطنية مختصة بالسلامة المرورية أعدت بدورها العام الماضي استراتيجيتها الوطنية للسلامة المرورية والتي تمتد حتى عام 2022، والتي من أهم أهدافها الحد من ضحايا الحوادث المرورية وتقليل عدد الوفيات الناتجة عن هذه الحوادث إلى جانب تقليل عدد الإصابات الخطرة التي تنتج عنها، إلا أننا رغم ذلك لم نلمس أي تقدم يُذكر في الحد من عدد وفيات وعدد الحوادث المرورية!! بالرغم من أن اللجنة الوطنية للسلامة المرورية تُؤكد بأن هناك مؤشرات إيجابية في انخفاضها إلى مستوى متدنٍ في الآونة الأخيرة، وإن كنا سننتظر حتى عام 2022 فترة تطبيق هذه الاستراتيجية فإنني أعتقد بأننا إن لم نُعالج الأسباب ونقتلع المشكلة من جذورها فإننا حتى ذلك التاريخ سنفقد الكثير من الضحايا وسنتصدر المعدل العالمي كل عام في عدد الوفيات والإصابات والخسائر بسبب حوادث المرور.من أهم الأسباب التي في اعتقادي أنها فاقمت مشكلة زيادة نسبة وفيات الحوادث المرورية القيادة برعونة والاستهتار الذي نراه في العديد من الشباب المراهق والذي انطبق عليه المثل القائل (لا غاب القطو العب يا فار )!! ففي ظل غياب الجهة الرادعة فإنه من الطبيعي أن يُمارس هؤلاء الشباب الطائشون هواياتهم " الشيطانية " في القيادة بسرعة جنونية ضاربين بالقانون عرض الحائط دون مراعاة لما ستسفر عنه مغامراتهم الانتحارية!!أنا وغيري من عباد الله في أرضه نشاهد وبشكل يومي وخصوصاً فترة ما بعد الساعة العاشرة مساءً على طريق الشمال أو طريق سلوى العديد من المشاهد المؤلمة لسباق أشبه بــ " الدراج ريس " لشباب في عمر الزهور يتسابقون وكأنك تشاهد مطاردةً مثيرة بين الشرطة والمجرمين وبطريقة "الأفلام الهوليودية"!!في إجازة نهاية الأسبوع الماضي وبينما كنت أسلك طريق سلوى متجهاً إلى منزلي وإذا بمركبتين تتجاوزاني بسرعة تفوق الـ 180 كم ومقدمة المركبة الثانية ملتحمة بخلفية المركبة الأولى!!، وعندما لم يتمكن الثاني من تجاوز الأول اضطر إلى أخذ المسار أقصى اليمين وإذا به يكاد يصطدم بإحدى المركبات التي من الواضح أنها مزدحمة بعائلة جلهم أطفال ونساء، ولولا عناية الله ثم مهارة قائد مركبة العائلة الذي أظن أنه من الجنسية الآسيوية لحدثت كارثة ولوقع بسببها ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم قدّر الله لهم أن يعودوا إلى منزلهم في هذه الساعة المتأخرة من الليل والذي تنشط فيه حركة هؤلاء الطائشين.ومن هنا حريٌ بنا أن نتساءل.. أليس من المفروض أن تتواجد دوريات الشرطة على هذه الطرق وفي جميع الأوقات حتى "تركد" شياطين الإنس ويعلموا أن هناك جهة رادعة لهم على رعونتهم المستفزة؟؟!!لذا فنحن نحمّل وزارة الداخلية مسئولية هذا الأمر وضرورة تواجد الدوريات في كل الأوقات حتى نتفادى ما لا يُحمد عقباه من خسائر في الأرواح والممتلكات.فاصلة أخيرةالحل ليس في زيادة عدد الرادارات على الطرق السريعة ولا بوضع الاستراتيجيات والقوانين المأخوذة من خيرها، الحل هو أن تكون السلطة الرادعة حاضرة في مواقع الطيش والاستهتار حتى يردعوا كل مستهتر أرعن من التسبب في إيذاء نفسه والآخرين!