02 أكتوبر 2025

تسجيل

أمريكا كما عرفها الداعية الشاب

10 أبريل 2013

هو الآن داعية اسلامي بارز يشار اليه بالبنان ومازال محتفظاً برونق الشباب بحيويته ونشاطه وتحركاته ومناظراته ودراساته المستجدة في امور الدنيا والدين التي يناظر فيهما الآن بعقلية الرجل الناضج والمفكر المتوقد المعروف بالحصافة الممزوجة بالخبرة والرزانة، ولعل تلك الصفات هي التي قربته الى قلوب الناس من خلال تزايد وكثرة محبيه ومتابعيه في ما يثيره من جدل حول افكاره النيرة التي يتفق عليها معظم العامة ويخالفها البعض القليل لمجرد كونها تكرارا واعادة لموضوعات معروفة وهذا الخلاف بالطبع لا يفسد عنده للود قضية. هذا الداعية في بداية بزوغ نجمه كشاب مثقف كانت افكاره تجد قبولاً عند كل من استمع اليه في بدايات نشاطه الدعوي وحتى الآن وكانت وسيلته لايصال افكاره قبل انتشار الاجهزة الالكترونية المتطورة ومواقع التواصل الاجتماعي هي الاشرطة (الكاسيتات) التي يصدرها بتواصل تام ربما لاكثر من عشرين عاما مضت ومن بين ما اصدره الداعية الشاب في تلك المرحلة شريط قيم تداوله الناس آنذاك باندفاع شديد ووقع هذا الشريط في يدي عندما سلمني اياه احد الابناء المعجب بالشيخ الشاب وكان عنوان الشريط (امريكا كما عرفتها). فرحت بذلك الشريط وتوقعت ان اجد فيه ما ينفعني على معرفة تلك الدولة العظمى التي اطبقت سمعتها آفاق العالم آنذاك من تميز حضارتها وتنوع ثقافاتها وجرأة سياستها وتفرد اسلوبها الاقتصادي واسلوب التعايش الاجتماعي فيها ونظام الحكم والعدالة وهي كلها مبادئ نفتقد اليها، كنا نسمع عن امريكا في بداية وعينا ومعرفتنا بها من الزائرين لها والدارسين من ابنائنا في جامعاتها ومعاهدها منذ مطلع الثمانينيات وفي تلك الفترة تكونت لدينا فكرة ان امريكا دولة الحريات التي يطمح كل انسان في العالم للعيش فيها بامان وازدهار. هذه النظرة الوردية التي رسمت في مخيلتنا عن الدولة العظمى امريكا كادت ان تتلاشى وتنمحي بمجرد سماعنا لشريط الشيخ الداعية الذي عزف على وتر الفساد الاخلاقي في المجتمع الامريكي وصور لنا في شريطه الانحطاط الذي وصل اليه هذا الشعب المتحضر من خلال تركيزه على مشاهد اشخاص يشربون الخمر واناس يلعبون الميسر ونساء كاسيات عاريات يمارسن البغاء وقال قولته الشهيرة في شريطه المتداول بكثرة "امريكا كما عرفتها". ماذا عرفت عن امريكا أيها الشيخ الجليل غير تلك الجوانب السلبية التي ذكرتها في شريطك واعتقد انك لو رجعت لسماعه الآن لتغير رأيك بالتأكيد واقتنعت بأن هذه الدولة ليست بتلك الزاوية الضيقة التي نظرت منها.. امريكا ياشيخنا مدرسة الحريات التي تعلمنا منها احترام الآخر واستقلالية عقل الانسان في الابداع والتطور، والانفتاح في محاورة الفكر والنهوض بالعلم في كل مناحي الحياة وبما ينفع البشرية جمعاء. ربما تغيب عنا اشياء كثيرة لا نعلمها وهي بالنسبة لامريكا مسلمات وثوابت قد لا تروق الينا ولا تنسجم مع قضايانا وهذا موضوع آخر. وسلامتكم