16 سبتمبر 2025

تسجيل

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

10 أبريل 2011

بالأمس انتهى برنامج اكتشاف المواهب العربية الذي كان يعرض على قناة mbc والذي كان الكثير من الناس يتابعون فعالياته ويراقبون الموهوبين من خلال أعمالهم التي يتنافسون عليها من أجل نيل الجائزة بمبلغ نصف مليون ريال سعودي وسيارة فاخرة وشاهدنا معاً كيف كان التنافس بالحركات التي تبدو أحيانا مفتعلة رغم أن بعض تلك المواهب كانت حقيقة تمتلك مقومات الموهبة التي تؤهلها للكثير من العمل، ولكن مع ذلك لم نر بين تلك المواهب من يتصف بالعلم والابتكار والخلق لبعض الأشياء التي يمكن أن ينتفع بها البشر! وفاز في تلك المسابقة من ظن الكثير من الناس أنه قد أعطى شيئاً مختلفاً من الشعر الممثل، وعاد من جاء إلى ذلك البرنامج وكانوا من بين المتنافسين بخفي حنين اللهم من التعرف عليهم من خلال الشاشة وقد يكون حظهم أو حظ بعضهم أن يحوز رضا دولته ويعين في مكانه المناسب ويجد العمل الذي يبرز موهبته فيه. وكم كنا نأمل أن يخصص مثل هذا البرنامج لمزيد من المواهب التي تبرز فيها أخلاقيات الشباب ومدى تمسكهم بدينهم ومبادئ هذا الدين الحنيف، ومدى قدرتهم على الإمساك بالجمر من أجل هذا الدين والمحافظة على أركانه وارتياد المساجد وأداء الصلوات المفروضة، والتعرف إلى كتاب الله عز وجل قراءة وتجويدا وتلاوة وحفظاً، وأن نجد مثل هؤلاء الشباب والفتيات ممن استطاعوا أن ينالوا تلك المواهب الجميلة من خلال إحياء أوقاتهم بما يفيد وينفع، والحياة دنيا ودين، بحيث لا تطغى الدنيا على الدين وننسى أن هناك مبادئ في ديننا الحنيف الذي لا تحمل منه إلا الاسم واللقب في الهوية أو جواز السفر واتخاذ الأسواق والمجمعات مكاناً للتسكع واللهو وقضاء وقت فراغ ضائع بلا أدنى هدف، نرفع أصوات الغناء من أجهزة التسجيل في سياراتنا، حتى تغطي على صوت الأذان، ونصم أسماعنا عن كل من يسدي إلينا النصيحة لما فيه خير الدنيا والدين. وما أجمل أن يتنافس الشباب في اختيار أسلوب حياة تتسم بالتوازن بحيث يستطيع أن يقوم بما عليه من واجبات وحقوق دنيوية، وفي نفس الوقت يكون قد أدى واجباته الدينية على أكمل وجه والابتعاد عما قد يسيء إلى أخلاقه وسلوكه ويجلب له ولأسرته ومجتمعه المشاكل والأذى وفي هذا المجال لا يسعنا إلا أن نقدم أجزل الشكر لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على اهتمامها بمسابقة حفظ القرآن الكريم التي يتنافس فيها الرجال والنساء والأطفال في إجادة حفظ كتاب الله وجعله منهاجاً لحياتهم، ونفتخر بكل من الشباب والفتيات والرجال والنساء والأطفال الذين استطاعوا الفوز بهذه المسابقة الكريمة، وهذا يدل على مدى اهتمام دولتنا الغالية بالدين الحنيف واعطائه الاهتمام الكبير حتى يتغلغل في النفوس والعقول! والأروع أن تكون هذه المسابقة وأمثالها مشاعة على الجمهور من خلال شاشات التلفاز حتى يتشجع الغير ويتنافس مع غيره وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.