27 أكتوبر 2025
تسجيليقال والعهدة على الراوي أنه بالأمس كان يوم المرأة العالمي الموافق 8 مارس والحقيقة أنني أعلم ذلك كما يعلم العالم المتفنن بوضع شعاراته الجميلة وتخصيص أيام من السنة للاحتفال بمسميات عدة ومنها يوم المرأة ويوم الأم وهما في شهر مارس من كل عام ولا أريد أن أكون اليوم في هذه المناسبة التي تخصني كواحدة من ملايين النساء عليها أن تحتفل بهذا اليوم الذي يجعلها أكثر تميزا واهتماما من الطرف الآخر وهم الرجال الذين لا يبدو أنهم يحظون هم أيضا بيوم رجل عالمي والمتتبع لسلسلة مقالاتي سوف يتأكد بأنه بعد هذه المقدمة الجميلة والوردية نوعا ما سوف أتعين فورا بحرف ( لكن ) الاستدراكي لأخبركم أن لا أهمية تذكر فيما قلته في مقدمة سطوري السابقة لأنني فعلا أشعر بأن لا قيمة لهذا اليوم للمرأة العربية الكادحة والمهجرة والفقيرة والمشتتة والحزينة والمغلوبة والمظلومة والمسكينة والمحاربة والأرملة والثكلى والمريضة والمقهورة والتي بلا سكن ولا طعام ولا ثياب ولا عائلة ولا حياة كريمة تحترم إنسانيتها كإنسانة يمكنها فعلا أن تتغاضى عن أنوثتها وتطلبات تلك الأنوثة لكن أقول كإنسانة يحق لها أن تعيش في وطن وداخل محيط وحدود هذا الوطن بيت آمن له باب يُغلق ليلا وعند الحاجة طوال اليوم وداخل هذا البيت المأمون هناك طعام وأثاث وحاجات مستوفية أساسياتها قبل كمالياتها لتعيش بطمأنينة فلا تجوع ولا يجوع أطفالها ولا ينامون على الحصير ولا يلتحفون السماء أو يفترشون الأرض فتلسعهم حرارة الصيف أو تقرصهم رياح الشتاء وعقب أن يتوفر لها الوطن الكبير آمن الحدود والجهات الأربع والسكن المأمون الكامل بحاجاته فهي بحاجة لأن تأمن على روحها من أي خطر يحدق بها وعلى حياة أطفالها وحياتهم وأن تعيش تحت عائل مستور يفي بكل أمورها وأمور أسرته وأن تظل حياتها تتيسر حينا وتتعسر حينا شأنها شأن ملايين البشر مثلها وبعدها يمكنها أن تقول أن لي يوم عالمي أفرح به وأتباهى وأتميز ويحق لي أن يكتب عني العالم لكن لا تأتوا للمرأة الفلسطينية اليوم الواقعة تحت احتلال منذ 72 عاما لم تعرف ماذا تعني كلمة الوطن ومر عليها لربما 50 يوم عالميا للمرأة وهي تُنكل وتُعتقل وتُقتل ويُقتل أطفالها وزوجها ويُهدم بيتها على رأسها ثم تأتوا لتخبروها أن لكِ يوما عالميا ! ولا تأتوا للمرأة اليمنية التي أضناها الفقر وهجّرتها الحرب وكسرها الحرمان وتلاشى مفهوم الأمان من ذاكرتها ثم تقوقوا لها أن يوم المرأة العالمي هو لها ! ولا تحاولوا أن تُسحروا المرأة السورية بأن لك يوما عالميا مميزا وهي التي نسيت ماذا يعني أن يكون لها وطن أو متى كانت تسكن ضمن طياته ..رجاء ! ولا تحتفلوا بالمرأة الليبية التي تلعب بها الحرب من كل جهة ولا تبتسموا بغرابة أمام هموم المرأة العربية من اللائي تتأزم معيشتهن جراء أزمات أوطانهن السياسية وتقلباتها وأسعار عملاتها الرسمية فتخبروهن ببلاهة : نعم سيدتي اليوم هو اليوم العالمي لك لتحتفلي وتفرحي وتشعري بأنك فعلا مميزة ! . تعرفون جيدا ماذا تعني العين العوراء وماذا يعني أن تُفتح عين على المرأة الأوكرانية على سبيل المثال بينما تتعذر العين الأخرى بعمى دائم عن باقي النساء العربيات والمسلمات الموسومات بالعذاب وحياة الشتات واللاوطن في هذا اليوم الذي يقال له اليوم العالمي للمرأة لذا فيا عزيزي العالم المتبجح المبتهج بكثرة الأيام العالمية التي لا تعبر حقيقة عما بات يجري اليوم في ثنايا هذه الكرة الأرضية وتحديدا في المناطق العربية والإسلامية لا تشملنا من ضمن رعاياك المرفهين فإن لنا أوطانا لا تزال تعاني ونساء يقاسين فقد الأم والأب والعائلة والأطفال والوطن والمال والطعام والسكن والانتماء للبشرية نفسها ولا وقت لديهن ليفكرن بنجاح هذا اليوم الذي لا يدخلن ضمن روزنامته الوردية التي تحترم اسم المرأة لكن فعلها لا يمكن أن يكون جديا معها أبدا ! . @[email protected] @ebtesam777