12 سبتمبر 2025
تسجيل(السوريات هربن والأوكرانيات قاتلن) هل تجدون في هذا الادعاء الباطل أي خبث كما رأيته أنا أم أنه يقع تحت بند المصداقية؟! لا سيما وأن صورا عديدة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي تظهر ملكات جمال وعارضات أزياء ولاعبات كرة وتنس قد تخلين عن كل أناقتهن وهواياتهن واعتمرن قبعات الجيش واللباس العسكري ورفعن الأسلحة الثقلية وأبدين استعدادهن الكامل للدفاع عن بلادهن ضد الغزو الروسي الذي اجتاح أوكرانيا منذ ما يزيد عن اسبوع وسقطت بعض المدن تحت سيطرة الدب الروسي الذي لا يبدو أنه يملك حسن النوايا للانسحاب قريبا أو إنجاح المفاوضات الجارية مع الجانب الأوكراني في بيلاروسيا البلد الواقف علنا مع روسيا في كل خطواتها الأخيرة ضد أوكرانيا ولنعد إلى الادعاء الذي بدأت به مقالي من حيث صحته إن جزمنا فعلا أنه ادعاء لم يظلم المرأة السورية رغم أنني أراه مجحفا بحق هذه المرأة التي لم تهنأ يوما منذ انطلاق شرارة ما سميت آنذاك بالثورة المضادة لإسقاط نظام بشار الأسد واستمرت على شكل ثورة لحقت بثورات الربيع العربي لمدة لا تزيد عن ستة شهور حتى انقلبت الثورة إلى فوضى وسرعان ما تعملق النظام أكثر فأكثر وبات أكثر ديكتاتورية وتسلطا وتكميما للأفواه وتعذيبا للأجساد وزج الآلاف في معتقلات وسجون سرية حيث إن الداخل لها مفقود والخارج منها مولود بفضل من الله وخرجت لنا ميليشيات في الشوارع ترهب الشعب وتشرده وتقتله وتكتم أصواته فلا صوت في الشارع غير صوت الرصاص ولا ترهيب إلا للدولة التي فُقد معناها وجوهرها بعد انهيار مفهوم الدولة في أذهان ونفوس الشعب فانتشرت العصابات الداخلية وشيئا فشيئا تحول الوضع إلى حرب شوارع وتحزبات وفصائل وأسلحة وقناصين يستمتعون باستهداف المدنيين ثم جاء النظام ليزيد الأمر إرهابا فاستهدف الصغار والكبار من المدنيين ببراميل متفجرة وغازات سامة وأسلحة كيماوية محرمة دوليا وانتشرت المشاهد المؤلمة لمئات الأطفال الصغار وهم شبه أموات بعد استنشاقهم لهذه الغازات القاتلة حتى بلغ العالم من الغضب والاستنكار مبلغه يعاون النظام في ذلك طيران روسي ودعم من كل من إيران وروسيا نفسها العدو المشترك لأوكرانيا وسوريا اليوم فكيف بعد هذا كله تلومون على المرأة السورية هروبها ونجاتها بنفسها وأولادها ومن تبقى من عائلتها من هذا الجحيم المسمى سوريا الذي يبقى على اسمه المعروف في خريطة العالم وفي ملفات المجتمع العربي والمجتمع الدولي لكنه أبعد من أن يكون بلدا موحدا يمثل دولة مكتملة الأركان خصوصا وأن الشعب يمثل ركيزة الدولة الأساسية وسوريا اليوم لا يمكن أن يكون لها كتلة شعبية متوحدة بل عبارة عن شتات من الشعب الملايين منه هو مشرد ولاجئ اليوم ومنه من يقع تحت خط النار لا ناقة له في الحرب ولا جمل ولكنه بلاشك مشروع ضحايا أبرياء سوف يسقطون ضريبة لهذه الحرب الدموية القاسية بينما يمثل شعب العاصمة دمشق هم الفئة التي لا تزال الآمنة بعض الشيء باعتبار أن يد النظام يمسك فيها بحزم وقوة ولذا أخبروني أي نساء سوريا يمكن أن يتحصن بلباس عسكري ويدافعن عن سوريا ممن بالضبط وهن لا يعرفن من هو عدوهن الحقيقي من أبناء بلدهن أم الروسي أم المرتزقة أم من الميليشيات التي لا يُعرف لهم هوية ولا منشأ ولا جنسية ؟!وكيف تعقد مثل هذه المقارنة الغبية بين المرأة الأوكرانية التي جُندت من قبل حكومتها لقتال عدو قادم من الخارج لاحتلال أرضها وبلادها وهو عدو معروف وبين المرأة السورية التي تجهل من هو عدوها الحقيقي الذي يجب أن تتحصن منه وتقاتله ؟! لذا حين تريدون عقد مقارنة فاحرصوا أن تكون الكفتان تتشابهان في الظروف رغم أن العدو واحد لهما ولكن في سوريا فالنظام الحاكم عدو بعكس ما يمثله النظام الأوكراني الصديق لشعبه والمحبوب له.. قليلا من المنطق يا هؤلاء !. [email protected] @ebtesam777