14 سبتمبر 2025
تسجيل* تتفق مجتمعات في ثقافات وعادات وأعراف ومناسبات مشتركة، وتختلف دول في ثقافة مجتمعها عن غيرها من دول، والشعوب عن بعضها البعض، ثقافات وعادات وأعراف تميزها عن غيرها. مناسبات حزن أو فرح لكل منها ثقافة تميزها.. * زادت الحوادث والوفيات في الآونة الأخيرة ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة وأن يرزق ذويهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون. فالموت الحقيقة التي يقف عندها الجميع احتراما وصمتا.. * تقوم فكرة العزاء كما متعارف عليه لمدة ثلاثة أيام لتقديم العزاء لذوي واقارب المتوفي، ويتعارف عليه من ثقافة وعرف، ولم يرد فيه ما يثبت في السنة.. تحديد الجلوس ثلاثة أيام وأن الأجر يرتبط فيها وهذا غير صحيح فلم يرد ذلك، التعزية غير مرتبطة بوقت معين أو أيام محددة. * معرفة وخبر المصاب للقريب والصديق والجار والمعارف فالواجب تعزيته، وما يستشهد به على الثلاثة أيام، فقد كان خاصة بوفاة وحداد الزوجة، والنهي أن تحد عن أي إنسان أكثر من ثلاثة الا من توفي زوجها حدادها أربعة أشهر وعشرا، والحداد غير العزاء. * ومن العادات والثقافات في العزاء هناك من يقوم بإذاعة وتشغيل القرآن الكريم، وهناك من يقوم بتخصيص من يقدم دروسا وعظات وخواطر ورقائق للقلوب، وهناك من يجلسون للحديث والفرجة! * وهناك من يحضر انتظارا لولائم الغداء والعشاء والتي لم تكن ويستحب الا لأهل المتوفى لانشغالهم. ووصل للبعض بالمبالغة والاسراف! وهناك من يبالغ في تقديم أنواع المشروبات الحارة من قهوة وأنواع الشاي وغيره ! * وهناك من تحضر لتقديم العزاء بكامل زينتها ومكياجها دون مراعاة لمشاعر أهل وذوي المتوفى! وهناك من يراعي ظروفه وقوانينه بأن تخرج مجموعة بعد الدوام الرسمي ظهرا لتأدية واجب العزاء في وقت راحة لأهل المتوفى! * وهناك من تحضر للعزاء للبحث عن زوج لابنها او شقيقها ! وهناك من تحضر تتسلى وتقضي وقتا تشاهد وتلتقي وجوها لم تلتقها منذ زمن! * وهناك من قاموا بتحديد الأوقات والأيام.. مراعاة لظروفهم حتى بعد رفع الاحترازات التي كانت خلال فترة الكورونا. وهناك من لايزال ملتزما بالاجراءات وتلقي التعزية عبر الهاتف، وبعضهم يسعى لذلك ليس للسلامة وانما للتوفير والتقتير ! * وتكتشف في مناسبات مختلفة، وفي لقاءات واجتماعات ضآلة بعض العقول وتفاهة ما يطرح من حديث ونقاش، وافتقاد ثقافة الحوار والنقاش! وافتقاد الاستماع والانصات! * يفتقد البعض لثقافة الحوار والذكاء الاجتماعي في اللقاءات والمجالس،و بما يطرح ويسأل من فضول السؤال والتحري بشكل مزعج وكأن الشخص في مكتب تحريات ! والبعض لا حديث لهم الا عن الخادمات وسلوكهم ! وبعضهم يجدون سبيلا للغيبة والنميمة ! وبعضهم يجدون خلال العزاء ما يمكن تصويره لحساباتهم في سناب شات وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي.. * ومن الامور التي اصبحت من ثقافة العزاء ما يتم وضعه كهدايا في ثواب المتوفى من مصاحف وكتب دعاء وأذكار والتي أصبحت بكثرة كان يمكن الاستعاضة عنها بارسال المصاحف أو المبالغ للدول الفقيرة التي تحتاج ذلك لمراكز التحفيظ ومدارسها.. * آخر جرة قلم: يختلف أسلوب التعبير عن المشاعر في فرح أو حزن، وتختلف لغة الحوار ولحظات الانصات، وتتشابه لغة الحزن في دموعها وألم الفقد والحزن عن رحيل من رحل من أحبة وأقارب.. فلا عمر ولا جنس ولا علاقات ولا ذكريات ولا مواقف يمكن استحضارها عند لحظة ألم الفقد والشوق لمن رحلوا مرضا ومعاناة، ولمن رحلوا فجأة في عمر الشباب ! الموت لا يستأذن ولا يميز.. ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون … @salwaalmulla